أدانت الولايات المتحدة الأمريكية، الخميس، اقتحام جماعة الحوثي اليمنية مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالعاصمة صنعاء، محذرة من أن هذه الأعمال تعرقل عمليات تسليم المساعدات إلى اليمنيين.
جاء ذلك في بيان لنائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتل، نشرته سفارة واشنطن لدى اليمن عبر موقعها الإلكتروني.
وقال البيان: "تدين الولايات المتحدة بشديد العبارة استيلاء الحوثيين على مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في صنعاء".
وأفاد البيان أن "اقتحام الحوثيين واستيلائهم على مكتب المفوضية السامية في صنعاء، ينتهك الأعراف الدولية"، معتبرا أن الحوثيين "لا يحترمون أدنى الممارسات الدولية الأساسية".
وحذر البيان من أن "هذه الأعمال ستفاقم عرقلة عمليات تسليم المساعدات إلى المدنيين اليمنيين الذين يعانون من ظروف الأزمة منذ وقت طويل".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تواصل "دعم السلام المتفاوض عليه في اليمن برعاية الأمم المتحدة، كما تدعم بشدة عمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان وغيرها من الوكالات والمنظمات التي تغيث الشعب اليمني".
وختم البيان: "لا يمكن التوصل إلى حل دائم للصراع اليمني ما دام الحوثيون يصرون على مهاجمة السفن الدولية ويهددون جيرانهم والشعب اليمني".
ولم يصدر تعليق من قبل الحوثيين حول هذا البيان، إلا أن الجماعة اليمنية سبق أن أعلنت الثلاثاء، أنها اعتقلت أعضاء في "شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية يعملون تحت ستار المنظمات الإنسانية"، وهو ما نفته الأمم المتحدة.
والثلاثاء، أعلن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك أن "سلطات الأمر الواقع التابعة لجماعة الحوثي اقتحمت الأسبوع الماضي مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في صنعاء".
وأضاف في بيان أن "دخول مكتب تابع للأمم المتحدة دون إذن والاستيلاء بالقوة على وثائق وممتلكات، يتعارضان بشكل كامل مع اتفاقية امتيازات وحصانات الأمم المتحدة".
ومنذ أكثر من عامين، يشهد اليمن تهدئة من حرب بدأت قبل نحو 10 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، والحوثيين المسيطرين على محافظات ومدن بينها صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
و"تضامنا مع غزة" التي تواجه حربا إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي وصولا إلى البحر المتوسط.
ومنذ مطلع العام الجاري، يشن تحالف تقوده واشنطن غارات يقول إنها تستهدف "مواقع للحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجماتهم في البحر الأحمر، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.
ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوترات منحى تصعيديا لافتا في يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت الحوثي أنها باتت تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.