انتقدت مجلة "ذا ناشيونال انترست" الأمريكية تعامل الإدارة الأمريكية مع هجمات الحوثيين ضد السفن بالبحر الأحمر، معتبرة أن إدارة بايدن فضّلت اتباع استراتيجية "بطيئة ومكلفة وغير فعّالة" لمعالجة التهديد الحوثي باسم الحفاظ على استجابة أمريكية متناسبة ظاهريًا مع مستوى العنف الذي مارسه الحوثيون حتى الآن.
وفي مقال نشرته المجلة، اعتبر "صامويل بايرز"، وهو المستشار الأول للأمن القومي في مركز الاستراتيجية البحرية الأمريكية، بأن الاستراتيجية الحالية لا تتناسب بشكل جيد مع الأهداف القومية الأمريكية. وقال بأن واشنطن من خلال تبنّي موقف الدفاع المباشر عن الشحن المدني، اختارت أيضًا إنفاق مليار دولار من الذخائر النادرة التي يصعب الحصول عليها لإسقاط صواريخ الحوثيين وطائراتهم بدون طيار بدلا من معالجة الأسباب الجذرية للمشكلة.
وبحسب الكاتب، كان النهج الأكثر تناسبًا - والذي رجح نجاحه - هو التصعيد ضد الحوثيين بما يتجاوز قدرتهم على الرد بالمثل وإقصائهم من الساحة بسرعة وحزم شديدين. أو كان بإمكان بايدن تمكين حلفاء أمريكا السعوديين للقيام بنفس الشيء.
وقال إنه كان بإمكان الإدارة الأمريكية اتخاذ خطوات حاسمة لحرمان إيران من مصادر الأموال التي تحولها إلى الحوثيين ووكلائها الآخرين. وبرغم اعتبار الكاتب بأن كل من هذه الخيارات تمثل تصعيدًا كبيرًا في الأمد القريب، إلا أنه يصر على أن من شأنها أن تساعد البحرية الأمريكية في وقف الاستنزاف البطيء لترسانة الذخائر الحيوية.
وأضاف بالقول "عندما يهدد "الإرهابيون" الحوثيون بحصار ممر مائي حيوي، يتم إرسال البحرية الأميركية إلى مكان الحادث ــ ليس لحل المشكلة، بل لمراقبة الأمور وضمان عدم خروج أي شيء عن السيطرة. وهذه هي "الطريقة التي تتصرف بها إذا كنت الدولة الأقوى في العالم". ولكن النتيجة هي الفشل في تأمين مصالح أميركا في المنطقة مع تحمل المخاطر وتكاليف الفرص بشكل غير متناسب إلى حد كبير مع القيمة المكتسبة.
وبحسب المقال، يبقى السؤال المهم هو ما إذا كانت الجهود التي تبذلها واشنطن في البحر الأحمر، والموارد التي تنفقها، والتكاليف البديلة التي تمثلها تتناسب مع قيمة النتائج التي حققتها وهو ما نفى الكاتب تحققه. إذ لفت إلى أنه وعلى الرغم من كل الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لمكافحة التهديد الحوثي، يظل باب المندب خطيرًا للغاية بحيث لا يمكن للعديد من شركات الشحن استخدامه، مع انخفاض حركة المرور بنسبة 50٪ تقريبًا على أساس سنوي حيث تبحر السفن حول رأس الرجاء الصالح بدلاً من ذلك. كما شهدت قناة السويس انخفاضًا في عائداتها بمقدار 2 مليار دولار نتيجة لذلك.
وتابع الكاتب: "إذا كانت حماية حرية المرور عبر البحر الأحمر مصلحة حيوية للولايات المتحدة، فقد أثبتت استراتيجية بايدن عدم كفايتها لمواجهة التحدي".