كانت على وشك البدء، لكن سرعان ما تعذر ذلك، لتعود الأمور إلى نقطة الصفر بحثًا عن حلول بديلة. وسط هذه المعضلات التي تبديها البعثة العسكرية للاتحاد الأوربي في البحر الأحمر، تطفو ناقلة النفط "سونيون" في انتظارِ عملية قطرها لتفادي كارثة بيئيةٍ تبدو وشيكة.
وكانت البعثة العسكرية الأوروبية أعلنت، أمس الأول، أنها على وشك البدء بقطر الناقلة المحملة بمليون برميل من النفط الخام في الوقت الذي تستمر ألسنة اللهب بالتصاعد على متنها منذ الحادي والعشرين من أغسطس الماضي؛ لكن أسبيدس عاودت، خلال الساعات الماضية، الإعلان عن تعذر عملية القطر "بسبب عدم توفر الظروف المواتية".
وفي حين لم تقدم البعثة الأوربية تفاصيل أشمل حول طبيعة الظروف التي حالت دون ذلك، أشارت إلى أنه "لم يكُن من الآمن المضي قُدمًا في العملية" ما يعطي دلالات واضحة بشأن المخاطر المحتملة لعملية الإنقاذ، في الوقت الذي لا تزال الناقلة مفخخة بكميات من المتفجرات زرعتها مليشيا الحوثي على متنها.
لاحقًا، قالت منظمة السلام الأخضر (Greenpeace)، في تغريدة على حسابها في منصة "إكس" الثلاثاء؛ إن من الضروري أن تتحرّك الجهات المختصة بشكلٍ عاجل من أجل احتواء الحادث وإنقاذ ناقلة (سونيون) في أسرع وقتٍ ممكن، لمنع حدوث كارثة هائلة قد تنعكس سلبًا على المجتمعات والبيئة في المنطقة.
ووفقًا للمنظمة المعنية بالحفاظ على البيئة، فإن الوضع الحرج لناقلة النفط لم يعد يحتمل التروي والانتظار وقد يتفاقم في أي لحظة؛ بل يجب العمل من أجل تفادي الكارثة المتوقعة والوشيكة.
معلومات مقارنة تُظهر أن غرق السفينة بهذه الحمولة الهائلة من النفط الخام سيخلّف كارثة بيئية هي الأسوأ في التاريخ، وستعادل 4 أضعاف حجم كارثة "إكسون فالديز" في ألاسكا بالولايات المتحدة، وهي أحد أسوأ الكوارث البيئية البحرية في التاريخ الحديث، الناجمة عن تسرب نحو 262 ألف برميل نفط.
وطبقًا لخبراء بيئيين، فإن أي إبطاء في عملية الإنقاذ مع استمرار الحرائق على ظهر الناقلة، يضع احتمال انفجارها، كما أن تسرب الوقود وارد في أي لحظة، وسينتج عنه موت الأسماك والكائنات البحرية الأخرى، وتدمير الشعاب المرجانية والنظم البيئية البحرية المتنوعة.. مشيرين إلى أن الخطر الكبير حاليًا هو استمرار الحرائق على متن الناقلة الملغمة بالمتفجرات.
وفي حال تعرضت الناقلة العملاقة للغرق، ستكون ثاني كارثة بيئية تتسبب بها مليشيا الحوثي في البحر الأحمر، بعد غرق سفينة روبيمار المحمّلة بكميات من الأسمدة والأمونيا، نتيجة تعرضها لهجوم حوثي في فبراير الماضي؛ لكن النتائج الكارثية لغرق السفينة روبيمار لم تظهر بعد كونها تخزن حمولتها من الأسمدة شديدة الخطورة في خزانات سائبة ستتعرض للتآكل مع مرور الوقت وانبثاق كارثة مدمرة، حسب الخبراء.
وكانت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة قد أعلنت موافقة طهران على إنقاذ السفينة سونيون، وأنها وجهت مليشياتها في اليمن للسماح بذلك.