يناقش مجلس الأمن الدولي (UNSC)، غداً، آخر المستجدات بشأن جهود إحياء عملية السلام المتعثرة في اليمن منذ ما يقرب من عام، وتأثير التوترات الإقليمية واستمرار التصعيد في البحر الأحمر من قبل جماعة الحوثيين، ورد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا، ما يهدد بإلغاء كل ما تحقق من مكاسب.

ووفق موقع الأمم المتحدة، فإن المجلس سيعقد الخميس 12 سبتمبر/أيلول الجاري، الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت نيويورك (الخامسة عصراً بتوقيت اليمن)، جلسة إحاطة مفتوحة، تليها مشاورات مغلقة لمناقشة القضايا الرئيسية التي لا تزال تعطل جهود إحياء مسار السلام، بما فيها تأثيرات التصعيد الإقليمي المزعزعة للاستقرار في البلاد، إضافة إلى تفاقم الوضع الإنساني، وتدهور الأمن الغذائي، في ظل نقص التمويل واستمرار القيود المفروضة على عمال الإغاثة، واحتجاز الحوثيين لعشرات الموظفين الأمميين والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني.

ومن المقرر أن تشهد الجلسة المفتوحة، تقديم المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن؛ هانز غروندبرغ، ووكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ بالإنابة؛ جويس مسويا، وممثل عن المجتمع المدني، ثلاث إحاطات حول مستجدات الوضع السياسي والعسكري والإنساني في البلاد، فيما سيقدم رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA)؛ مايكل بيري تقريراً موجزاً عن عمل البعثة في جلسة المشاورات المغلقة.

ومن المتوقع أن يتناول المبعوث الأممي في إحاطته مستجدات الوساطة التي يقوم بها للدفع بجهود إحياء السلام، وما تواجهه من صعوبات وتعقيدات، خاصة في ظل استمرار الأوضاع الداخلية الهشة التي تهدد باستئناف الصراع، إضافة إلى تأثيرات التوترات الإقليمية التي قد تجر البلاد إلى مزيد من الصراع "وتفكيك المكاسب التي تحققت في المحادثات منذ هدنة أبريل/نيسان 2022"، والمخاوف بشأن كارثة بيئية محتملة قد تنجم عن ناقلة "سونيون"، التي لا تزال عالقة منذ نحو ثلاثة أسابيع في البحر الأحمر مع حمولتها البالغة 150 ألف طن من النفط الخام، بعد تعرضها لهجوم من قبل الحوثيين.

فيما، قد تركز وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية؛ جويس مسويا، في إحاطتها، على تردي الأوضاع الإنسانية في اليمن، في ظل أزمة نقص التمويل الحاد، وتفاقم سوء التغذية المدفوعة نتيجة استمرار الصراع وعدم الاستقرار الاقتصادي وانتشار الأمراض مثل الكوليرا والحصبة وغيرهما، إضافة إلى الآثار المدمرة للأمطار الغزيرة والفيضانات الأخيرة التي ألحقت أضراراً فادحة بنحو 562 ألف شخص في عموم البلاد.

كما سيقدم رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة؛ مايكل بيري، خلال المشاورات المغلقة، تقريراً موجزاً حول مهام البعثة في ضمان التزام أطراف الصراع بوقف إطلاق النار في المحافظة الساحلية والحفاظ على مدنية موانئها وخلوها من المظاهر المسلحة، إضافة إلى استمرار مخاطر المتفجرات من مخلفات الحرب التي تواصل حصد أرواح المزيد من المدنيين في المحافظة.