قال مركز "مائير عميت للاستخبارات والإرهاب"، وهو مركز أبحاث إسرائيلي مختص بالشؤون الأمنية، إن الحوثيين في اليمن، المدعومين من إيران، قد يتخذون خطوة غير مسبوقة بتنفيذ هجمات برية ضد إسرائيل عبر الأراضي السورية؛ بعد تقارير في أغسطس وسبتمبر عن وصول مقاتلين حوثيين إلى سوريا، وتحديدًا إلى المناطق الجنوبية بالقرب من الحدود الإسرائيلية، حيث تلقوا تدريبات على استخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار.
وذكر المركز أنه منذ أكتوبر 2023، اقتصرت مشاركة الحوثيين في "محور المقاومة"، الذي تقوده إيران ويشمل ميليشيات عراقية وحزب الله في لبنان، في البداية على الهجمات باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية ضد أهداف إسرائيلية. واستهدفت هذه الهجمات مناطق في جنوب إسرائيل، بما في ذلك إيلات. وأشار المركز إلى أن الهجوم الأكثر أهمية وقع في 19 يوليو 2024، عندما استهدفت طائرة حوثية بدون طيار مدينة تل أبيب، وأصابت مبنى سكنيًا، مما أسفر عن مقتل مدني وإصابة ثمانية آخرين. في اليوم التالي.
وأشار المركز إلى أن الحوثيين صعدوا من تهديداتهم العلنية بمهاجمة إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة، وذكر أنهم أجروا سلسلة من التدريبات العسكرية التي تحاكي هجمات على أهداف إسرائيلية. وأوضح أن هذه التدريبات تضمنت محاكاة التسلل عبر الأنفاق، وهي تكتيكات مشابهة لتلك التي يستخدمها حزب الله وحماس، بالإضافة إلى السيطرة على قواعد عسكرية إسرائيلية واختطاف جنود.
ويعتقد المركز أن الحوثيين، الذين يمتلكون قوات تقدر بنحو 100,000 إلى 200,000 مقاتل، بما في ذلك وحدات بحرية وجوية وقوات صاروخية، يسعون إلى تعزيز تعاونهم مع إيران وحلفائها في المنطقة. وأشار إلى أن هذا التعاون، الذي يتضمن تدريبات مشتركة مع الميليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا، يمكن أن يسهم في تجاوز العوائق الجغرافية بين اليمن وإسرائيل. وأفاد المركز بأن الحوثيين يعملون على نقل مقاتليهم إلى سوريا عبر العراق، وأن هؤلاء المقاتلين قد شاركوا في تدريبات عسكرية بإشراف الحرس الثوري الإيراني وحزب الله.
ورجح المركز أن الحوثيين قد يستغلون هذه التدريبات والإعدادات العسكرية لتنفيذ هجوم بري على إسرائيل. وعلى الرغم من أن الحوثيين لم يشاركوا حتى الآن في صراع بري مباشر مع إسرائيل، إلا أن المركز ذكر أن هذه الخطوة قد تكون جزءًا من ردهم على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت ميناء الحديدة. وقد تتضمن هذه الهجمات محاولة التسلل إلى القرى الإسرائيلية أو القواعد العسكرية، تمامًا كما حاكوا في تدريباتهم. وأشار المركز إلى أن الحوثيين قد يحاولون تنفيذ هجوم بري محدود أو المشاركة كقوة مساعدة لحزب الله في حال تصاعدت الاشتباكات في شمال إسرائيل.
وأوضح المركز أن قادة الحوثيين، بما فيهم عبد الملك الحوثي، قد أصدروا تحذيرات علنية بأنهم يستعدون للرد على إسرائيل، وأنهم "سيباغتون العدو بطرق جديدة وغير مسبوقة"، حسب تصريحات الحوثي في خطابه الأسبوعي في سبتمبر 2024. وأشار المركز إلى أن هذه التهديدات تأتي في وقت حساس بعد مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، في طهران، وفؤاد شكر، القائد العسكري لحزب الله، في بيروت.