أثار اللقاء التاريخي الذي جمع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزبيدي، وعضو المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، طارق صالح، في أبوظبي، ردود فعل سياسية وإعلامية عديدة، حيث وصفه البعض بأنه رسالة قوية للسعودية والإخوان، تعبر عن تمسك الطرفين بمواقفهما على الأرض، بعيدًا عن تفاهمات الرياض مع الحوثيين.
المذيع حمدي اليافعي، بقناة الجمهورية، اعتبر اللقاء رسالة سياسية "بليغة جداً" للسعودية، مفادها أن التحالفات الجديدة لا تعنيها التفاهمات الجارية مع الحوثيين، في إشارة إلى سيطرة الإخوان على مناطق في مأرب والوادي والمهرة، التي قد تتأثر بتلك المعادلة السياسية الجديدة.
فيما رأى الصحافي صلاح السقلدي أن اللقاء يمثل "وخزة إماراتية" للسعودية، التي ترسم أسس حل الأزمة اليمنية وجمع الأطراف على طاولة حوار من جديد رغم هشاشة اي حوار مستقبلي مع جماعة الحوثي.
من جهته، أوضح علي هيثم الغريب، عضو رئاسة المجلس الانتقالي، أن الأشهر المتبقية من العام الحالي ستكشف عن نتائج هذه اللقاءات والتحركات السياسية، مشيراً إلى قدرة القيادة السياسية للمجلس الانتقالي على المناورة وسط هذا الحراك السياسي الدولي المعقد.
هذا اللقاء الأول المعلن رسمياً بين الزبيدي وطارق صالح جاء بعد سنوات من اللقاءات غير المعلنة، ويشير إلى بناء تحالف جنوبي شمالي جديد لمواجهة التحديات المشتركة، خاصة في مواجهة الحوثيين والجماعات المتطرفة.
ووفقاً لموقع المجلس الانتقالي الجنوبي، فقد ركز الاجتماع على تعزيز التعاون والتنسيق بين الجانبين لمواجهة مليشيات الحوثي وجماعات الإرهاب، مع الاتفاق على تشكيل لجنة للتواصل ومتابعة المستجدات.
هذا اللقاء يرسل إشارات واضحة للمجتمع الدولي والإقليمي حول وحدة الجبهات في مواجهة الحوثيين، ويعزز التحالفات في ظل العملية السياسية اليمنية المتعثرة، في حين تترقب الأوساط اليمنية ما ستسفر عنه هذه التحركات في المستقبل القريب.