يرى الإعلامي حمدي اليافعي أن اللقاء الأخير بين عيدروس الزبيدي وطارق صالح حمل رسالة مزدوجة، موجهة ليس فقط إلى المملكة العربية السعودية بل أيضًا إلى طرف سياسي داخلي. ووفقًا لليافعي، يبدو أن هذه الرسالة قد وصلت بوضوح إلى المملكة، التي تفهمت مضمونها ومطالبها، لكنها قد تستعد للرد بطريقة مفاجئة.
يشير اليافعي إلى أن السعودية، التي تولت قيادة التحالف في عدن بعد انسحاب القوات الإماراتية، قد تتخذ خطوات تدريجية لتفكيك القوات العسكرية التي تسيطر عليها الأطراف المحلية، إذا رأت في ذلك ضرورة. ويعزز هذا الاحتمال تقليص الدعم السعودي للقوات الجنوبية منذ عام 2019.
ويضيف اليافعي أن الشارع الجنوبي، الذي كان مصدر قوة للمجلس الانتقالي، لم يعد بنفس القوة تحت سيطرته، بسبب استياء المواطنين من إثراء قيادات المجلس والانفراد بالسلطة. كما يعاني المجلس من ضعف التمثيل العادل لمجتمع الجنوب، وإبعاد الشخصيات السياسية المؤثرة. ويشير إلى أن الشراكة مع "شرعية الشمال"، رغم أنها ضرورية، زادت من نقمة الشارع الجنوبي على المجلس.
أما بالنسبة للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح، فهو لا يزال حديث التأسيس ويواجه تحديات كبيرة.
وبحسب اليافعي، ترى السعودية أن قوة هذا المكتب ترتكز أساسًا على مجموعة من القوات العسكرية التي يمكن تفكيكها بسهولة.
فيما يتعلق بالرهانات السياسية، يرى اليافعي أن المملكة تعتمد على وقف الدعم المالي للأطراف السياسية في الشرعية. وفي حال تم تنفيذ هذه الخطوة، سيتم اختبار قدرات كل طرف على الصمود. بعض الأطراف قد تنهار سريعًا بمجرد توقف التمويل، في حين أن الأخرى قد تستمر لفترة محددة قبل أن تضطر للتنازل.
ختامًا، يتساءل اليافعي عن البدائل السياسية المتاحة للمجلس الانتقالي والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية، وهل سيتمكنان من مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية القادمة أم ستستمر المملكة في فرض سيطرتها على المشهد.