يسابق الحوثيون الزمن من أجل ترتيب صفوفهم العسكرية والأمنية في الحديدة اليمنية، وذلك إثر استشعار المليشيات عملية عسكرية على المحافظة.
ودفعت مليشيات الحوثي بأحد قادتها العسكريين الموالين لها لشغل منصب محافظ الحديدة وذلك في مسعى لمغازلة الحواضن الشعبية من أبناء المحافظة التي يجري الحوثيون فيها عسكرة للمنازل وحفرا للأنفاق وتهجيرا جماعيا للأسر بعيدا عن مساكنها.
وينظر الحوثيون للحديدة باعتبار أن ثقلها وموقعها الجغرافي الاستراتيجي يوازي معقلهم الأم صعدة وكذا صنعاء، لكونها الشريان الرئيسي لتدفق الأسلحة المهربة، فيما يعد ميناء المحافظة هو أكبر مصدر إيرادات للمليشيات، كما تعد قاعدة عسكرية متقدمة في قلب البحر الأحمر.
من هو المحافظ الجديد لـ"الحديدة"؟
ذكرت وسائل إعلام حوثية أن المدعو "عبد الله عبده أحمد عطيفي" أدى القسم أمام رئيس ما يسمى المجلس السياسي للمليشيات، يوم الأحد، وذلك عقب أسبوع من تسميته الجماعة له كمحافظ للحديدة خلفا للمدعو محمد عياش قحيم الذي عينته في أغسطس/آب الماضي وزيرا للنقل بصنعاء.
وينحدر عبدالله عطيفي المكنى "أبو طاهر" من مديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة، وعمل كأحد أذرع زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي في الجانب العسكري، حيث قاد عطيفي في السنوات الماضية ما يسمى "اللواء السابع حماة الساحل" التابع لما يسمى المنطقة العسكرية الخامسة التي يقودها يوسف المداني وهو أحد أذرع إيران القوية ومصنف عالميا بقائمة الإرهاب.
وبحسب مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية" فأن عطيفي ممن جندتهم المليشيات باكرا وكان مسؤول جبهة الجبلية لدى الانقلابيين وشاركت المجاميع التي يقودها بمختلف المعارك في الحديدة.
وكشفت المصادر أن عطيفي اشتبك عام 2020 مع أحد قيادات مليشيات الحوثي العسكرية المنحدرة من صعدة مما أدى إلى مصرع هذا الأخير قبل أن تدخل قيادات حوثية من الصف الأول لاحتواء المشكلة.
كما اشتبك عطيفي في مايو/أيار الماضي مع عناصر ما يسمى "الأمن الوقائي" جهاز مخابرات المليشيات مما أوقع قتلى وجرحى هو ما دفع المليشيات لاحقا لاتخاذها ذريعة لتجريد أبناء تهامة المنخرطين بصفوفها من السلاح في الجبهات، وفقا للمصادر ذاتها.
وأشارت المصادر إلى أن مليشيات الحوثي سعت لتحييد عطيفي من الجانب العسكري وعينته محافظا للحديدة بهدف مغازلة الحواضن التهامية وإضفاء عليه صبغة الجانب المدني.
أهداف حوثية
لا يعد تعيين عطيفي توددا للحواضن التهامية فحسب، وإنما تسعى مليشيات الحوثي لتحصين محافظة الحديدة من الجهة الجنوبية، حيث مسرح العمليات العسكرية مع القوات المشتركة.
كما جاء تعيين عطيفي عقب تعزيزات كبيرة دفعت بها المليشيات للمحافظة خشية إطلاق الحكومة اليمنية عملية عسكرية، إذ تسعى المليشيات لاستمالة أبناء تهامة في صفوفها لتشكيل لجان أمنية والعودة لحشدهم مجددا للقتال ضد الشرعية، وفقا لمراقبين.
ويشكل تعين عطيفي محافظا للحديدة محاولة من المليشيات لتأمين طرق التهريب للأسلحة التي ترسلها قوى إقليمية للحوثيين، إذ أن غالبية شبكات التهريب من الصيادين وتدخل من محافظة الحديدة.
وتمهد المليشيات بتعيين عطيفي لإتمام عملية إخلاء مربعات سكنية وأحياء عديدة لفرض منطقة عسكرية بعمق 5 كيلومترات من الساحل إلى وسط الأحياء في كل المربعات السكنية الواقعة قبالة ساحل البحر الأحمر، وفقا لمصادر محلية.
وأوضحت المصادر أن المليشيات بدأت عزل عدد من المربعات بأنفاق من الساحل إلى داخل الأحياء وبعرض أكثر من 20 مترا، وعملت على تفخيخ مساحات واسعة في 3 مربعات حتى اليوم، فيما هجرت 5 قرى جنوب مديرية الجراحي.
وتتحسب المليشيات الحوثية لشن الحكومة الشرعية بدعم دولي عملية لتحرير المدينة الساحلية ومنع الحوثي من التأثير على الممر التجاري الذي يستحوذ على نحو 12% من حجم التجارة الدولية.