رغم إخفاء «الحوثي» أعداد قتلاها في الضربات الغربية أو الإسرائيلية او حتى بالجبهات الداخلية، إلا أن استمرار مواكب الموت يفضح تكتم المليشيات.
ففي محاولة منها لإخفاء نزيفها البشري الكبير، تلجأ المليشيات لإقامة مراسيم جنائزية لعدد محدود من قتلاها يوميا في مناطق سيطرتها خصوصا صنعاء، في مسعى لعكس واقع مغاير للخسائر التي تكبدتها مؤخرا.
كان آخر هذه المراسيم التي يطلق عليها اليمنيون "مواكب الموت"، يوم الإثنين، إذ أقرت المليشيات الحوثية بمقتل 4 من قيادتها وعناصرها، خلال فعالية تشييع في صنعاء بحضور عدد من قادتها.
ونشرت مليشيات الحوثي، قائمة بالقتلى وهم حسين أحمد الرازحي وينتحل رتبة عقيد، وفايز يحيى العروي وينتحل رتبة رائد، بالإضافة لناصر محمد السربة، وينتحل رتبة ملازم ثان، وكذا عمار مسعود منصور ويحمل شارة مساعد.
أين قتلوا؟
وزعمت مليشيات الحوثي أن هؤلاء العناصر والقادة قتلوا في "الجبهات الداخلية"، لكنّ مصدرا أمنيا نفى ذلك لـ«العين الإخبارية»، مؤكدًا مقتلهم في الضربات الأمريكية الأخيرة على صنعاء والحديدة.
وكانت مليشيات الحوثي أعلنت الأحد، تشييع قتلاها الذين سقطوا في القصف الإسرائيلي على الحديدة دون أن تنشر قوائم أسمائهم أو تكشف أعدادهم، في مسعى لإخفاء هوية وحقيقة نشاطهم في الموانئ الخاضعة لسيطرتها.
إلا أن مصادر أمنية وعسكرية قالت لـ«العين الإخبارية»، إن خبيرين من حزب الله و3 قادة من القوات البحرية للحوثيين لقوا مصرعهم في ضربة أمريكية دقيقة استهدفت في 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، غرفة قيادة وسيطرة في الريف الجنوبي للحديدة.
تكتيك حوثي
منذ مطلع الشهر الجاري، أقرت مليشيات الحوثي بمقتل ما مجموعه 42 من قياداتها وعناصرها، خلال عمليات تشييع أجرتها على نهج حزب الله في مناطق سيطرتها منها صنعاء والحديدة وحجة.
وكان أكبر عدد اعترفت المليشيات بتشييعهم مؤخرا على وسائل إعلامها، هو 4 أعداد من القتلى على عكس السنوات الماضية، عندما كان هذا النوع من الفعاليات يتراوح بين 6 إلى 10 قتلى وأكثر، في تكتيك تتبعه الجماعة للتقليل من خسائرها الأخيرة، وفقا لمراقبين.
وخلال الفترة (1 و30) نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أعلنت مليشيات الحوثي عن سقوط 31 من مقاتليها؛ أغلبهم ضباط خلال المعارك في الجبهات الداخلية والضربات الغربية، فيما حاولت التكتم عن مكان وزمان مقتلهم.
وكانت مصادر عسكرية وأمنية أبلغت «العين الإخبارية»، أن «أكثر من 80 حوثيا قُتلوا بقصف أمريكي خلال سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين، بينهم عدد من القيادات الميدانية العاملة فيما تسمى القوات الصاروخية والقوات البحرية».
ومنذ مطلع عام 2024، اعترفت مليشيات الحوثي بمقتل 581 عنصرا في مواجهات مباشرة مع قوات الشرعية التابعة للمجلس الرئاسي، وضربات جوية للقوات الغربية فيما في الواقع كانت الأرقام أعلى بكثير من ذلك، وفقا لمصادر أمنية في صنعاء.