أعلن الفلكي اليمني عدنان الشوافي أن تحذيراته السابقة حول مخاطر زلازل مرتبطة بسد النهضة الإثيوبي قد تحققت، وذلك في ظل النشاط الزلزالي غير المسبوق الذي تشهده إثيوبيا حاليًا. وكان الشوافي قد حذّر من هذه المخاطر في 10 فبراير 2017، قبل أربع سنوات من بدء ملء السد بالمياه.
وقال الشوافي في تصريح صحفي: "لقد حذرنا منذ سنوات من أن سد النهضة، الذي يقع في منطقة حساسة بين ثلاث صفائح تكتونية (العربية، الصومالية، الأفريقية)، قد يتسبب في اضطرابات جيولوجية خطيرة. اليوم، نشهد نشاطًا زلزاليًا غير مسبوق في إثيوبيا، وهو ما يؤكد صحة تحذيراتنا."
وأضاف: "الوزن الهائل للمياه المخزنة في السد، والذي يقارب 74 مليار متر مكعب، يعادل وزن 113 جبلًا مخروطيًا من الخرسانة المسلحة. هذا الضغط الكبير على الصفائح التكتونية يمكن أن يؤدي إلى زلازل لا تؤثر فقط على إثيوبيا، بل قد تمتد تداعياتها إلى الدول المجاورة، بما في ذلك اليمن والدول المطلة على خليج عدن والبحر الأحمر."
وتابع الشوافي: "الطبيعة لا تقبل العبث معها، والنشاط الزلزالي الحالي في إثيوبيا يجب أن يكون جرس إنذار للجميع. نحن بحاجة إلى تقييم عاجل للمخاطر الجيولوجية المرتبطة بسد النهضة، واتخاذ إجراءات وقائية لتجنب كوارث أكبر."
يذكر أن سد النهضة، الذي يُعد أحد أكبر السدود في أفريقيا، أثار جدلاً واسعًا منذ بدء تشييده، ليس فقط بسبب تأثيره على موارد المياه لدول المصب مثل مصر والسودان، بل أيضًا بسبب آثاره البيئية والجيولوجية المحتملة.
واختتم الشوافي حديثه بالقول: "نأمل أن تتعامل الجهات المعنية مع هذه القضية بمسؤولية، وأن يتم مراقبة النشاط الزلزالي بشكل دقيق. تحذيراتنا كانت واضحة منذ سنوات، واليوم نرى نتائجها على أرض الواقع."
نص المقال الأصلي كما نشر في 10 فبراير 2017:
((الطبيعة لا تقبل العبث معها... سد النهضة يقع بين دائرتي عرض 11، 12 وبين خطي طول 34، 35 على مسافة بضع مئات الكيلومترات من التقاء ثلاث صفائح تكتونية للجزيرة العربية والصومال وأفريقيا. إذا كانت السعة التخزينية للسد 74 مليار متر مكعب من الماء، فهذا يعادل تقريبًا وزن 113 جبلًا مخروطيًا من الخرسانة المسلحة، قطر قاعدة كل جبل 1 كيلومتر وارتفاع المخروط 1 كيلومتر. هذا بالإضافة إلى الأوزان المستحدثة ووزن المياه التي سوف تغور في الأرض تحت ضغط يتجاوز 14 بار... فإن الفترة اللازمة لرمي مثل هذه الأوزان يتطلب التعامل بمسؤولية، لما قد تعكسه من زلازل على اليمن والدول المجاورة والمطلة على خليج عدن والبحر الأحمر. نستغرب أن هناك من ينفي توقع حدوث زلازل أو من يهمل ذلك، متناسين عدة عوامل أهمها فترة ملء السد الذي يؤثر بشكل مفاجئ على الاستقرار النسبي للصفائح التكتونية. قد يكون سد النهضة ليس أول سد في العالم ولا أكبر سد في العالم... ولكن عندما نتكلم عن زلازل، نربط تأثير الوزن بموقع السد على الصفائح التكتونية وعلاقتها بالصفائح المجاورة... فالطبيعة لا تقبل العبث معها.))