يديعوت أحرونوت تكشف عن "القبو السري" لاعتراض الصواريخ الحوثية

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الكتيبة السرية "سهم 136" هي المسؤولة عن اعتراض الصواريخ الباليستية التي تطلقها من اليمن.
ونشرت الصحيفة صورًا مموهة لأفراد الكتيبة، وأشارت إلى أن العمليات تُجرى على مدار الساعة في قبو سري مظلم، حيث يعمل الجنود أمام شاشات وامضة، ويتوزعون في مواقع مختلفة في أنحاء .
وصرّح أفراد من الكتيبة للصحيفة بأنهم يعتبرون أنفسهم أشبه بحارس مرمى في مباراة، حيث يُركز الجميع على الكرات التي لم يتمكنوا من صدّها أكثر من تلك التي نجحوا في اعتراضها. وأقرّ الجنود بوجود إخفاقات أمام الهجمات الإيرانية والحوثية، وهي الإخفاقات التي تبقى عالقة في ذاكرة الجمهور الإسرائيلي.
وقال قائد الكتيبة، الميجور جنرال إيال فرانكل، إن نظام "حيتس" (آرو) يُعدّ الأفضل عالميًا في اعتراض الصواريخ الباليستية، مشيرًا إلى أنه لا يوجد نظام آخر واجه هذا النوع من القذائف، وحقق نسبة نجاح مماثلة. لكنه أقرّ في الوقت ذاته بأن المنظومة الدفاعية ليست محكمة تمامًا، وأن بعض الصواريخ قد تتمكن من الوصول إلى أهدافها.
وكشف فرانكل أن إسرائيل تعتمد على عدة أنظمة دفاعية لاعتراض التهديدات، إلا أن بعض الصواريخ تُترك لتسقط في مناطق مفتوحة عندما يتم اتخاذ قرار بعدم اعتراضها، مضيفاً أن منظومة "حيتس" تعمل منذ اندلاع حرب 7 أكتوبر من أحد أكثر المواقع سرية، حيث تُتخذ قرارات مصيرية بشأن كل هجوم صاروخي.
وبيّن فرانكل أن دخول الصحفيين إلى المقر تطلب استعدادات خاصة، مُنع خلالها حتى مصوّر الصحيفة من استخدام معداته، بينما تم توفير الصور من قِبل الجيش الإسرائيلي لضمان سرية المكان.
وتصف الصحيفة المشهد داخل هذا المركز بأنه يعجّ بالعسكريين الجالسين أمام شاشات مضيئة، محاطين بأجهزة اتصال وصفارات إنذار، حيث يجب على أحدهم اتخاذ قرار في غضون ثوانٍ بشأن متى وأين وكيف يتم اعتراض الصواريخ القادمة من آلاف الكيلومترات، غالبًا من اليمن أو إيران.
وأوضحت أن التدريب على تشغيل المنظومة الدفاعية يستغرق عامين، وبعدها يخضع العاملون لنوبات عمل تستمر 24 ساعة متواصلة. ونقلت عن ضابطة اعتراض، لم يُكشف عن اسمها، قولها: "نجلس هنا لساعات طويلة لاتخاذ قرارات مصيرية، فالضغط هائل لكنه أيضًا مثير".
وأشارت "يديعوت أحرنوت" إلى أن مستوى السرية في هذا الموقع مرتفع للغاية، حيث يُمنع إدخال أي أجهزة إلكترونية مثل الهواتف المحمولة أو الساعات الذكية، لضمان عدم رصد العدو لأي نشاط داخلي.