تترتب على القرار الأمريكي بإعادة تصنيف "جماعة إرهابية أجنبية" تأثيرات على أكثر من صعيد، أهمها الأعمال الإنسانية والإغاثية، بحسب خبراء.

ومنذ وقت إقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إدراج الحوثيين ""، تعالت أصوات الحوثيين بالحديث عن المساعدات الإنسانية وحرمان اليمنيين من المواد الاغاثية التي يعتمد الآلاف منهم عليها.

نقل المساعدات

بدوره، قال وزير الإدارة المحلية السابق في الحكومة اليمنية المُعترف بها دوليًا عبد الرقيب فتح، إنه "كي تتفادى الميليشيا الحوثية آثار تصنيفها كجماعة إرهابية، تحاول ربط ذلك بالجوانب الإنسانية".

ولفت إلى أن "تلك الميليشيات وخلال أكثر من 10 سنوات جعلت من الأعمال الانسانية مصدرًا من مصادر تمويل أنشطتها الحربية".

وذهب "فتح"، نحو التأكيد على أن "تصنيف ميليشيا الحوثي المسلحة كجماعة إرهابية، يستهدف مصادر تمويل الميليشيات وداعميها وتحرك قادتها، إلى غير ذلك، ولا يستهدف أنشطة المنظمات الدولية، وأعمالها الإنسانية".

وبالتزامن مع المخاوف من الاستيراد عبر ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين، دعا وزير النقل في الحكومة اليمنية المُعترف بها دوليًا عبدالسلام حُميد، الجمعة، إلى تسيير الرحلات إلى ميناء عدن والموانئ المحررة.

وتعهد حُميد، في تصريح له أوردته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ نت"، بأن "وزارة النقل ستُقدّم كافة التسهيلات، وتذليل الصعوبات التي ربما ستواجههم".

وأكد "استعداد وجاهزية الموانئ المحررة لاستقبال كافة الخطوط الملاحية وشركات الاستيراد، وتأمين سلاسل الإمداد التجارية والإغاثية".

يؤثر على الحوثي

في غضون ذلك، قلّل مراقبون وحقوقيون يمنيون، من حجم الآثار الإنسانية التي سيتجرعها اليمنيون في مناطق الحوثيين.

وقال رئيس منظمة "سياج" لحماية الطفولة أحمد القرشي، إن "استفادة 70% أو أكثر من اليمنيين المحتاجين، في مناطق الحوثيين، ضئيلة للغاية، مقارنة بما يتوجب أن تكون الاستفادة الحقيقية".

وأشار القرشي لـ"إرم نيوز"، إلى أن "الكثير من أموال المساعدات الانسانية الطارئة المُخصصة للمحتاجين في تلك المناطق، تذهب إلى جماعة الحوثي كمواد عينية سواءً أغذية أو أدوية، والتي يتم توجيهها لإسناد جبهاتهم ومقاتليهم".

ورأى أن "معدل الانهيار الاقتصادي ومعدل الاحتياج الإنساني في أوساط المجتمع اليمني في ارتفاع متصاعد منذ 2014 وحتى الآن، رغم الأموال الهائلة التي تم ضخها كمساعدات إنسانية".

ولفت إلى أن "مسألة التصنيف وأثره على الجوانب الإنسانية، ليس بذلك الأثر الكبير والزخم المُروّج له".

إيجابي وسلبي

بدوره، قال الكاتب الصحفي والباحث الحقوقي همدان العليي، إن "الحوثيين بطبيعة الحال جماعة إرهابية قولًا وفعلًا، ولديها معتقدات إرهابية، وتمارس على الميدان وعلى الأرض مختلف الجرائم، وبالتالي هذا التصنيف هو توصيف حقيقي، وإعادة اعتبار اليمنيين في سبيل استعادة البلاد".

وأضاف العليي لـ"إرم نيوز"، أن "القرار بطبيعة الحال سينعكس على اليمن واليمنيين انعكاسًا إيجابيًا وسلبيًا في لوقت ذاته".

ودعا إلى "دور حقيقي للتعامل مع احتمالات حدوث أي انعكاسات سلبية، حيث يجب أن يكون هناك لجان متخصصة للتعاطي مع الآثار الاقتصادية والانسانية بالتنسيق مع دول الإقليم والعالم بحيث لا يتأثر اليمنيون بهذا التصنيف".

ولفت الكاتب الصحفي، إلى أنه "من الصعب، الآن، معرفة حجم الانعكاسات السلبية التي قد تحدث، لكن الأيام المقبلة كفيلة بالكشف عن ذلك".

وأضاف أن التأثير الإيجابي يمكن الاستفادة منه، عبر "تحرك رسمي ومجتمعي للاستفادة من هذا التصنيف، في سبيل استعادة الدولة، وتحرير العاصمة صنعاء وصعدة، وبقية المحافظات، وكذلك استعداد رسمي ومجتمعي للتعامل مع أي آثار سلبية قد تنجم عن هذا القرار".

المساعدات ستتأثر

من جهته، قال المدير التنفيذي للمركز الأمريكي للعدالة (ACJ) عبدالرحمن برمان، إن القرار سيكون "مؤثراً على المساعدات الإنسانية ووصولها إلى اليمنيين المحتاجين في مناطق سيطرة الحوثيين".

وذكر برمان لـ"إرم نيوز"، أنه "لا يمكن، في الوقت الحالي، التنبؤ بحجم الضرر الذي سيلحق بالمساعدات الانسانية". 

ولفت برمان، إلى أن "حوالي ما يقارب 80% وربما أكثر من السكان في مناطق سيطرة الحوثيين، يعتمدون على المساعدات الإنسانية، بعد أن فقد الكثير منهم مصادر الدخل التي كانت تعولهم، والتي ساهم الحوثيون فيها بشكل مباشر ورئيس".