الزنداني يتحدث لصحيفة كويتية حول 

الزنداني لـ"السياسة": إيران تلعب دور "مشاغب المنطقة" منذ الثورة الإسلامية الاثنين 27 يناير 2025 10 فارس العبدان انشر أكد أن تحجيم دورها سيسهم في استقرار الشرق الأوسط "اليمن سيعود سعيداً يوماً ما"... والعلاقات مع الكويت تاريخية ومتجذرة ومتميزة الكويت كانت دائماً إلى جانب الشعب اليمني ودعمته في السراء والضراء ولم تبخل على الأرض اليمنية الكثير من الشواهد على ما تقدمه الكويت وأعمالها الخيرية ندعو الميليشيات الحوثية إلى "العودة إلى رشدها" وأن تتبع منطق السلام الحوثيون جزء بسيط من تركيبة المجتمع اليمني وعليهم أن يدركوا حجمهم طالبنا إيران بأن تكف عن التدخل بالشؤون الداخلية وأن تترك اليمن لأبنائه الحوثيون تذرّعوا بالعدوان على غزة لشن هجماتهم... والحرب انتهت فهل يلتزمون؟ الكويت عملت ليل نهار على حل الأزمة وقادت أطول المشاورات لأكثر من 110 أيام نواجه وضعاً اقتصادياً صعباً بعد هجوم الحوثيين على المنشآت وتوقف التصدير فارس العبدان

أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني د.شائع الزنداني ان اليمن سيعود سعيداً يوماً ما"، مشيراً الى ان العلاقات الكويتية اليمنية علاقات تاريخية ومتجذرة ومتميزة خلال العقود الماضية.

وقال الزنداني في تصريح خاص الى "السياسة": ان الكويت ـ قيادة وحكومة وشعبا ـ كانت دائما الى جانب الشعب اليمني، ودعمته في السراء والضراء، ولم تبخل في اي يوم من الايام بتقديم يد العون والمساعدة لليمن عندما نحتاجها، وهناك الكثير من الشواهد والادلة موجودة في الارض اليمنية وبمناطق مختلفة على الاعمال الخيرية لدولة الكويت وما تقدمه للشعب اليمني.

واضاف: ان زيارتنا الى الكويت تأتي من اجل تعزيز وتطوير هذه العلاقات وتعميقها ولشعورنا بأهمية الدور الذي تقوم به الكويت لمساعدتنا في الوصول لحل للازمة في اليمن.

وطالب الزنداني الميليشيات الحوثية بـ"العودة الى رشدها"، وان تتبع منطق السلام، وان يفكروا بأنه لا يمكنهم ان يحكموا الشعب اليمني بالقوة، وليس هناك مكان للطائفية، مضيفا: إنهم لا يمكن ان يكونوا الا جزءاً بسيطاً من تركيبة المجتمع اليمني، وعليهم ان يدركوا مكانتهم وحجمهم، فهذا الوضع لا يمكن ان يستمر على الاطلاق، وستكون ارادة الشعب اليمني الغالبة في نهاية المطاف.

وحول موقف الحكومة اليمنية من التدخلات الخارجية، قال "اننا اكدنا مراراً ان التدخلات الخارجية كانت لايران التي بسببها اكتسبت الميليشيات الانقلابية الحوثية هذا الوضع، من خلال حصولها على الاسلحة المتطورة والدعم الاقتصادي من ايران، وطالبنا ايران في اكثر من مناسبة بان تكف عن التدخل بالشؤون الداخلية لليمن، وان تترك اليمن لابنائه".

تحجيم الدور الإيراني

وعما إذا كان تحجيم الدور الايراني سيسهم في استقرار الشرق الاوسط، قال: "بالتأكيد ان تحجيم الدور الايراني بالمنطقة سيسهم في استقرار الشرق الاوسط لان ايران منذ الثورة الاسلامية الايرانية كانت تلعب دور المشاغب، ومنذ بداية الحرب العراقية الايرانية، والتمدد الى سورية ولبنان والى اليمن، وبالتأكيد فإن ضعف دور ايران سينعكس بشكل ايجابي على الأوضاع بالمنطقة".

وبشأن تهديد الملاحة من قبل الميليشيات الحوثية، قال: ان المبرر الذي ساقوه لتهديد الملاحة والاعتداءات في البحر الاحمر انها مرتبطة بإيقاف الحرب في غزة، وهذا السبب الآن لم يعد قائما بعد ايقاف الحرب في غزة وبالتالي فإن الذريعة التي استمدها الحوثيون انتهت" متسائلاً: هل سيلتزمون بذلك؟

وعن أبرز الملفات التي بحثها مع الجانب الكويتي قال انه بحث ملف التعاون السياسي بين وزارتي الخارجية للبلدين، والدعم الانساني والاقتصادي الذي تقدمه الكويت، وايضاً كان لنا لقاء مع الصندوق الكويتي، وناقشنا مختلف المشاريع التي يقوم بها الصندوق، اضافة الى الاتفاقية التي وقعت مع وزارة الخارجية فيما يتعلق بالمشاورات بين الوزارتين والتعاون مع معهد سعود الناصر الديبلوماسي.

واشار الى ان الدعم الانساني من الكويت موجود في انحاء مختلفة من اليمن، وتتميز الكويت بدعمها للشعب اليمني بين مكان واخر وفي مختلف المحافظات من قبل الجمعيات وحتى الحكومة الكويتية.

وعن موقف الحكومة اليمنية من المبادرات الاقليمية لانهاء الصراع باليمن، اكد ان الحكومة اليمنية رحبت بمناسبات مختلفة من اجل ايجاد حل سياسي اليمن، وتعاملت مع كل المبادرات المطروحة سواء على الصعيد الاقليمي او الدولي، والحكومة لا زالت منفتحة من اجل انهاء الحرب وتحقيق السلام باليمن.

الوساطة الخليجية

وبشأن جهود الوساطة الخليجية والدور الكويتي لانهاء الصراع، اكد ان الكويت قامت في وقت مبكر جداً، واستضافت المشاورات عام 2016، مشيراً الى انها من اطول المشاورات في التاريخ حيث انها استمرت لأكثر من 110 ايام، وكانت تعمل ليل نهار من اجل الوصول الى حل للأزمة اليمنية، لكن للأسف الميليشيات الانقلابية حينها وفي آخر لحظة تراجعت ورفضت التوقيع على مشروع الاتفاقية التي تم التوصل لها نتيجة هذه الجهود.

وفيما يتعلق بالتوجه لتعزيز دور الكويت كوسيط في محادثات جديدة، قال: اننا نرحب بأي دور وأي جهد، والأشقاء في الكويت لدعم المبادرات الموجودة من اجل حل الازمة اليمنية.

في ملف تحسين الوضع الاقتصادي اليمني وابرز الخطوات المتخذة في هذا الجانب، قال: اننا نواجه وضعا اقتصاديا صعبا بسبب ضعف الموارد الاقتصادية، واهمها النفط والغاز بعد ان هاجمت الميليشيات الحوثية المنشآت وتوقفنا عن تصدير النفط والغاز، ولهذا نبذل جهدا من اجل ترشيد النفقات وتحسين الموارد المتاحة في البلد، رغم ان النفط كان يمثل 70% من الايرادات، ونحن الان نبذل الجهود على الصعيد الاقليمي والدولي للحصول على دعم ومساعدات المجتمع الدولي.

وتعليقا على الجهود الدولية لمكافحة الارهاب باليمن، قال الزنداني: إن هناك تعاونا لكن ليس مع دول كثيرة، بل بعض الدول الاساسية المهتمة بمكافحة الارهاب، ونعتقد ان هناك تقدما ايجابيا في مكافحة الارهاب باليمن.

التسوية الشاملة

وعلى صعيد خطط الحكومة لتعزيز الامن والاستقرار بالمناطق المحررة، قال: "انها تشمل تعزيز آليات البناء المؤسسي، ولا يزال لدينا ضعف في سلطات ومؤسسات الدولة في المناطق المحررة، ونعمل على تحسين هذه المؤسسات وتعزيز دور الحكومة والسلطات المحلية، وهناك تقدم في هذا المجال".

وحول تسارع الاحداث بالمنطقة فيما يخص سورية ولبنان، واحتمالية وجود انفراجة باليمن قال "باعتبار الحوثيين احد اذرع والادوات المرتبطة بايران وبما يسمى محور المقاومة بالتأكيد ما جرى في لبنان وسورية ووضع النظام الايراني نتيجة هذه التداعيات، اكيد سيضعف مركز الحوثيين".

وبشأن الدعم الخليجي وتعزيز قدرات الاجهزة الامنية اليمنية، اكد ان هناك دعما لكنه محدود في مجال الامن والشرطة ونأمل ان يتطور ذلك مستقبلاً.

وحول رؤيته لتعزيز تسوية سياسية شاملة باليمن، اكد ان الايمان بحق اليمنيين بالشراكة الوطنية وان يكون هناك فهم لدى الجميع بأنه لا يمكن لأي طرف ان يحكم اليمن بمفرده، او يفرض ارادته على الاخرين، ونرى انه يجب التخلي عن السلاح وان يكون بيد الدولة فقط، ويكون هناك جيش وامن وطني كامل للجميع، اضافة الى الابتعاد عن التفكير بالعنف وفرض الارادات على الاخرين.

واشار الى انه على الانقلابيين اولاً ان يلتزموا بالقرارات الشرعية الدولية والمرجعيات الوطنية، وان يقوموا بالانسحاب من كل المناطق التي سيطروا عليها، وان يلتزموا بتنفيذ المتطلبات الموجودة بقرارات مجلس الامن الدولي والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.

الصندوق الكويتي حاضر دائماً في اليمن فيما يخص دعم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية لليمن، قال:  "الصندوق الكويتي له دعم وحضور دائم باليمن، وهناك عدد من المشاريع يجري تنفيذها، من ضمنها مليات المجتمع والمساعدة في محطة مأرب الغازية ومشاريع اخرى باليمن".

واكد ان بعض هذه المشاريع في طور التنفيذ وبعضها ستستكمل، وستوفر وظائف لليمنيين، وكليات المجتمع ستعمل على توفير جيل من الحرفيين والمهنيين ليخرجوا لسوق العمل كرافد للاقتصاد الوطني. شكراً لسمو الأمير توجه الزنداني بالشكر والتقدير الى سمو امير البلاد الشيخ مشعل الاحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد و سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله وللنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع الشيخ فهد اليوسف، على الحفاوة والترحيب والدعم اللامحدود لاشقائهم في اليمن.

 التنبؤ بالتوجهات الأميركية بعد ترامب... صعب

ردا على سؤال حول توقعاته بشأن التوجهات الاميركية بعد تولي الرئيس دونالد ترامب مهام منصبه وامكانية حدوث انفراجة للقضية اليمنية، قال "من الصعب التنبؤ بهذا الوقت المبكر واحياناً في السياسات لكثير من الدول ليس كل ما يعلن يطبق، ولا كل ما يطبق يعلن عنه".

من المبكر الحديث عن انضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي

رأى وزير الخارجية اليمني د.شائع الزنداني أن "من المبكر الحديث عن انضمام اليمن لدول مجلس التعاون الخليجي".

واضاف: "يهمنا ان تكون هناك علاقة شراكة حقيقية مع كل دول الخليج بما فيها الجانب الاقتصادي"، مشيراً الى ان اليمن لو توفر له الامن والاستقرار، وتمكنت الدولة من القيام بمسؤولياتها فربما سنكون شريكا فاعلا مع دول المنطقة نظراً لامكانيات وقدرات اليمن في الجانب الاقتصادي من الثروات الموجودة، وكل ما نحتاجة هو الامن والاستقرار.

واشار الى اهتمام الحكومة بتوفير الخدمات الاساسية من صحة وتعليم وتوفير الحد الادنى للناس من المعيشة لأهل اليمن، موضحاً ان هناك ازمة في الايرادات وازمة الدخل، وحتى المرتبات لا نستطيع دفعها للموظفين، واعادة الاعمار ستكون بالمتاح والممكن للدولة.