دخلها متسولا وخرج منها أميرا.. بهذه الكلمات وصف ناشطون منصات التواصل الاجتماعي في اليمن والسعودية النهاية لقصة الطفل اليمني صقر.
فالطفل الذي استغلته عصابات منظمة أجبرته على ممارسة التسول، بات حديث نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن والسعودية، عقب تعرضه للاستغلال على يد عصابة للاتجار بالبشر بقيادة مواطن يمني.
ونشر صانع المحتوى السعودي سعد الغرمول فيديو للطفل صقر وهو منهار باكيا في إحدى شوارع السعودية، مما جذب آلاف اليمنيين والسعوديين للتفاعل مع المقطع المصور تحت هشتاق "الطفل اليمني صقر".
وظهر صقر وهو يذرف الدموع، ويحكي كيف يتم إرغامه وأطفال يمنيون كثر على التسول لصالح عصابات تعمل على تهريبهم إلى السعودية (إدخالهم بطرق غير شرعية)؛ بهدف الاتجار بهم واستغلالهم للعمل في التسول.
وكانت السلطات السعودية قد أعلنت عن قيام إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض، بالقبض على مقيم من الجنسية اليمنية لمخالفته نظام مكافحة الاتجار بالأشخاص باستغلال طفل من الجنسية نفسها في التسول بالميادين والطرقات العامة والاعتداء عليه بالضرب.
وأضافت إدارة التحريات في مدينة الرياض، أنه جرى إيقاف المتهم، واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه، وإحالته إلى النيابة العامة، والتنسيق مع الجهات المعنية لتقديم الخدمات الإنسانية اللازمة للطفل الذي تم استغلاله
تفاعل إنساني
التفاعل الكبير مع الطفل صقر وصل مستويات غير متوقعة، حتى أن الكثيرين سارعوا إلى دعم صقر بما استطاعوا حتى يعود إلى والدته في اليمن ويعيش معها قرير العين بعيدا عن الاستغلال والضرب واضطهاد عصابات التسول.
صانع المحتوى السعودي، سعد الغرمول ذكر أن الطفل صقر تلقى معونات من شخصيات بارزة، بينها أمير سعودي، إضافة إلى التكفل بمصاريفه ومصاريف والدته المريضة في اليمن
كما ظهر الغرمول نفسه في فيديو خاص به، يعلن عن إنتاج عطر باسم تجاري أطلق عليه (صقر)، مؤكدا أن الطفل صقر سيكون شريكًا معه في تجارته هذه، وستصله نسبة من الأرباح من هذا المنتج بشكل منتظم إلى حيث يتواجد في اليمن.
فيما أشار رواد التواصل الاجتماعي في اليمن، إلى أن مغتربًا يمنيًا في السعودية أهدى الطفل صقر منزلًا في اليمن، بالمنطقة التي يعيش فيها، بينما أهداه تاجر يمني يعمل في السعودية سيارة عائلية نوع (فوكسي).
قصة ملهمة
ما تعرض له الطفل صقر، استثار كثير من ناشطي منصات التواصل اليمنيين، الذين ذكروا أن قصة هذا الطفل تحمل الكثير من الإلهام والدلالات التي يجب أن نتعلمها من صقر، خاصة أنه صبر على الظلم، لكنه لم يسكت عنه، وساهم في كشف وفضح عصابات الاتجار بالبشر واستغلال الأطفال.
وقال الناشط عبدالسلام الفلاحي على حسابه في "فيسبوك"، إن قصة الطفل صقر هزّت مشاعر الجميع، هذا الطفل اليمني الذي أجبرته عصابة على التسول، تعرض للضرب والقهر، لكن الله لم يخذله، فمن قلب المعاناة تحوّلت محنته إلى فرصة عظيمة، ليصبح شريكًا في تجارة العطور، ويُطلق اسمه على عطر جديد.
وأضاف: الله لا يضيع أحدًا، ومن كان مظلومًا فليبشر بالفرج!، وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم، ربما ظنّ صقر أن حياته انتهت، لكنه لم يكن يعلم أن الله يُرتب له طريقا جديدا لم يكن يتوقعه، وخاطب الفلاحي الجميع قائلا: لا تيأسوا من رحمة الله، فكم من محنة انقلبت إلى نعمة.
بينما قالت الناشطة اليمنية هند الارياني: "منذ زمن لم أبكِ بهذا الشكل، إلا عندما اطلعت على فيديو الطفل اليمني صقر، الطفل الذي كان يستغله مجرم من جنسية يمنية أيضا للتسول في السعودية وكان يعذبه جسديًا، تمنيت لو لم أشاهد الفيديو.
واستدركتْ: ولكن ارتحت عندما تم الإعلان عن ضبط المجرم، وإدخال الطفل في رعاية إنسانية من قبل جهات مسؤولة، وأثنت الإرياني على جهود الناشط السعودي سعد الغرمول الذي كشف معاناة هذا الطفل.