"استراتيجيات بديلة".. الحوثيون يتمددون نحو القرن الأفريقي
![](https://scope24.net/media/imgs/news/1739300544056381900.jpg)
أكد خبراء ومحللون سياسيون، أنه مع تصاعد الضغوط الدولية على الحوثيين، وشبه توقف هجماتهم على السفن التجارية في ممرات ، تبحث الميليشيا عن "استراتيجيات بديلة لتعزيز نفوذها الإقليمي، عبر توسيع علاقاتها بالجماعات المتطرفة في ".
والأسبوع الماضي، تمكنت القوات الأمنية في إقليم بونتلاند، شمال شرق الصومال، من ضبط قارب على متنه معدات عسكرية قادمة من ، قبالة سواحل مدينة بوصاصو، والتحفظ على أفراد طاقمه الذين يحملون الجنسية الصومالية، وإخضاعهم للتحقيقات.
ويكشف تقرير خبراء في اليمن، الصادر في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، عن تنامي العلاقة بين الحوثيين و"حركة الشباب المجاهدين" في الصومال، وتزايد أنشطة تهريب الأسلحة غير المشروعة بين الجانبين، على نحو "يهدد السلام والأمن في اليمن والمنطقة".
عمليات مشتركة
ويرى خبير الشؤون الاستراتيجة العسكرية، الدكتور علي الذهب، أن هناك التقاء مصالح بين الحوثيين ، تدفع الطرفين إلى تعزيز علاقاتهما، في ظل عدائهما المشترك للولايات المتحدة، التي تصنفهما كجماعات إرهابية أجنبية.
وقال في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن الحوثيين يسعون إلى الاستفادة القصوى من الموقع الاستراتيجي الذي تشرف عليه الصومال، "خاصة الأجزاء التي تنشط فيها حركة الشباب، وبالتالي فإن وصولهم إلى هذه المناطق، يمكنهم من تحقيق أهدافهم، سواء كانت متعلقة بتهريب الأسلحة أو الأموال، أو نقل الخبراء والمتدربين بحرا من ، إلى مناطق نفوذ الميليشيا في اليمن، فضلا عن تبادل المعلومات بينهما".
وأشار إلى رغبة الحوثيين في "تنفيذ العمليات البحرية المشتركة مع الحركة الصومالية، من المناطق البعيدة عن قدراتهم أو التي لها كلفة كبيرة من جانب الإمكانيات، خاصة في مياه خليج عدن أو غرب ، "في سياق توافقهما في معركة إسناد غزة، على غرار التعاون والتنسيق الحوثي مع الفصائل العراقية".
وبحسب وثائق ومعلومات نشرتها منصة "P. T. C. O. YEMEN" المحلية، المتخصصة في تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال، فإن مشروع التوسع الحوثي في ، يُدار بشكل مباشر من الحرس الثوري الإيراني، بهدف إنشاء محطات استخباراتية حساسة ودقيقة، في الدول الأفريقية المقابلة لليمن، تمهيدًا لمرحلة أخرى قادمة.
مخطط إيراني
من جانبه، يعتقد رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، عبدالسلام محمد، أن تعامل الحوثيين الطويل مع الأفارقة المهاجرين، من خلال عمليات تجنيدهم في حرب صعدة الأولى قبل عقدين، وما تلاها من مراحل، مكّنهم من خلق علاقة مع القراصنة الصوماليين في البحر الأحمر وحركة الشباب، وصلت مستوياتها مؤخرًا، إلى درجة غير مسبوقة من التنسيق، خلال هجمات الحوثيين على السفن.
وقال عبدالسلام لـ"إرم نيوز"، إن الحوثيين يعملون كنواة لنقل الأفكار والعقائد والخبرات إلى مناطق الساحل الأفريقي، وفق مخطط التوسعي، الذي يحوّل اليمن إلى منطقة قيادة إقليمية في أفريقيا، من أجل بسط نفوذ أكبر على ضفتي البحر الأحمر، وسط التراجع غير المسبوق الذي تعيشه الأذرع الإيرانية في المنطقة.
زواج مصلحة
بدوره، يعتقد مدير مكتب مركز "south24" للأخبار والدراسات في ، يعقوب السفياني، أن حالة التقارب بين الطرفين، "على الرغم من العداء الأيديولوجي، تكشف عن زواج مصلحة بينهما".
ويشير السفياني في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن الحوثيين "بصفتهم جماعة ذات منهج شيعي، والجماعة الصومالية المنضوية تحت لواء "، سنية متطرفة، وبالتالي فإن هذه التركيبة غير المتجانسة، تأتي كتحالف تكتيكي لمواجهة الأعداء المشتركين دوليًا وإقليميًا".
ولفت إلى أن هذه العلاقة، "هي امتداد للتحالف الداخلي بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في اليمن، الذي بموجبه تم بيع تقنيات عسكرية حديثة للتنظيم والصواريخ وغيرها، مقابل الحصول على تمويل، إضافة إلى المكاسب الاستراتيجية التي تحققها مواجهة التنظيم الإرهابي لخصوم الحوثيين المحليين".
أضرار واسعة
وتوقع المحلل السياسي، أنور التميمي، أن تشهد المنطقة والعالم خلال الفترة المقبلة، نشاطًا للجماعات الإرهابية الأفريقية، لاستكمال ما بدأه الحوثيون، "مع فارق أن الحوثيين وإن كانوا جماعة انقلابية غير شرعية، إلا أن إمكانية التواصل معهم من قبل ومفاوضتهم أمر ممكن" بحسب تعبيره.
وأضاف التميمي في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن عمليات المقبلة، "ستكون أكثر ضررًا على الملاحة الدولية، لأنها عبارة عن تشكيل عصابي بلا جغرافيا معروفة".
وحذر من استمرار التجاهل لتطور هذه العلاقة بين الجانبين، "ومن مغبّة عقد صفقات أو تفاهمات مع العصابات، لأن الحل الأمثل لهذه المعضلة هو ضرب الداعم والسند والممول، أي ، من خلال توجيه ضربة تفقدها السيطرة على شواطئ البحر الأحمر".