دماء موظف أممي بسجن حوثي تشعل اليمن
![](https://scope24.net/media/imgs/news/1739302034061921000.jpg)
مجددا، تجد الأمم المتحدة نفسها في مرمى الضغوط والانتقادات من قبل مدافعين عن حقوق الإنسان باليمن وذلك عقب مقتل أحد موظفيها.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة مقتل أحد موظفيه في معتقل للحوثيين بصعدة بعد أيام من اختطافه، معتبرا ذلك "خسارة مأساوية" للعمل الإغاثي.
وأبدى مدافعون عن حقوق الإنسان غضبا واسع النطاق في أعقاب إصدار برنامج الغذاء العالمي بيان النعي دون تسمية الحوثيين باعتبارهم مرتكبي الجريمة وذلك رغم مقتله بسجن للمليشيات في صعدة.
كما أبدى نشطاء حقوقيون انزعاجا شديدا من إبلاغ برنامج الغذاء العالمي موظفيه بالاستمرار في تأدية مهامه بمناطق الحوثي، وذلك بعد ساعات من إعلانه مقتل موظفه أحمد باعلوي تحت التعذيب في سجن بصعدة، المعقل الرئيسي للمليشيات.
ووفقا لمصادر في منظمات دولية في صنعاء، فإن هذا الموقف الأممي فجر "حالة استياء وقلق كبيرين لدى عاملي برنامج الغذاء العالمي والمكاتب الأممية باليمن من تعامل مسؤولي المنظمة وعدم اكتراثهم بحادثة مقتل أحد زملائهم المحليين".
وكانت الحكومة اليمنية ومكونات سياسية ومنظمات مجتمع مدنية انضمت لحملة الضغط، إذ حملت المنسق الأممي للشؤون الإنسانية جوليان هانس والوسيط الأممي في اليمن هانس غروندبرغ، مسؤولية تقديم صورة واضحة للانتهاكات الحوثية.
«انتهاك مزدوج»
في تعليقه على بيان برنامج الغذاء العالمي، قال عضو التحالف اليمني لرصد حقوق الإنسان رياض الدبعي، إن رفض البرنامج "الاعتراف بمسؤولية الحوثيين عن مقتل موظفه باعلوي في المعتقل يعد انتهاكاً مزدوجاً لحقوق الضحية وأسرته على حد سواء".
وأوضح الدبعي عبر حسابه بمنصة "إكس" أن مقتل أحمد باعلوي "بعد اختطافه من قبل الحوثيين في 23 يناير/كانون الثاني (الماضي) تعد مأساة أخرى تضاف إلى الانتهاكات الحوثية المستمرة ضد عمال الإغاثة الدوليين".
من جهتها، استغربت الحقوقية والمستشارة لمنظمات وجهات دولية ندوى الدوسري، من عدم تسمية برنامج الغذاء العالمي للحوثيين كفاعلين وقفوا خلف الجريمة.
وكتبت الدوسري على "إكس" تدوينة رصدتها "العين الإخبارية"، قالت فيها: "اختطاف الحوثيين موظفين محليين وقتلهم، ومع ذلك استخدم برنامج الغذاء العالمي توصيفات غامضة وفاة أثناء الاحتجاز من قبل "السلطات المحلية".
وحذرت من أن "إحجام الأمم المتحدة عن محاسبة الحوثيين، أو حتى تسميتهم بشكل مباشر عن الجرائم منذ عام 2015، شجع الجماعة على ارتكاب الانتهاكات بما في ذلك استخدام الموظفين كرهائن".
«جرائم لا تسقط بالتقادم»
في السياق نفسه، طالبت وزارة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية المعترف بها، في بيان، "المجتمع الدولي والأمم المتحدة بموقف موحد وصارم ضد انتهاكات الحوثي بحق المعتقلين" بما في ذلك موظفي الأمم المتحدة.
كما طالبت "الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بموقف حاسم ضد الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها مليشيات الحوثي بحق المدنيين والمعتقلين والمخفيين في سجونها ومعتقلاتها، محذرة من أن يكون هناك المزيد من الضحايا ما لم يتم وضع حد لهذه الانتهاكات.
وندد البيان بمقتل موظف برنامج الغذاء العالمي أحمد باعلوي إثر "التعذيب في معتقل للحوثيين بمحافظة صعدة ضمن حملة مسعورة واعتقالات تعسفية طالت الكثير من موظفي الأمم المتحدة بتهم التجسس والعمالة في ظل صمت وضعف واضح من قبل ممثلي الأمم المتحدة".
وحمّل البيان منسق الشؤون الإنسانية جوليان هانس والمبعوث الأممي في اليمن المسؤولية الكاملة عن ضرورة تقديم صورة واضحة لما تقوم به المليشيات، مؤكدا أن جرائم تعذيب المعتقلين حتى الموت "لا تسقط بالتقادم ولن يفلت مرتكبوها من العقاب آجلا أو عاجلا".
«جريمة حرب»
من جهته، دعا المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات حاسمة وفورية لوضع حد لجرائم قتل واختطاف موظفي المجال الإنساني.
وفي بيان، أدان المكتب بأشد العبارات، الجريمة البشعة التي راح ضحيتها الموظف أحمد باعلوي، بعد اختطافه وتعذيبه على يد مليشيا الحوثي لأكثر من أسبوعين في صعدة.
وشدد على أن "تصفية باعلوي تعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية، إذ تُعد جريمة حرب مكتملة الأركان لاستهدافها بشكل متعمد حياة أحد العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، في مخالفة واضحة لجميع الأعراف والقوانين التي تحظر مثل هذه الجرائم".
وفيما اعتبر البيان مقتل "باعلوي جرسًا يدق ناقوس الخطر على حياة بقية المختطفين، شدد على ضرورة محاسبة مرتكبي هذه الأفعال الإجرامية وتقديمهم للعدالة الدولية، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب كونها جرائم لا تسقط بالتقادم.
«آليات فاشلة»
بدوره، ندد "المركز الأمريكي للعدالة" بأشد العبارات بالتهاونَ والموقف السلبي للمنظمات الدولية تجاه الانتهاكات المنظمة والمتصاعدة ضد العاملين الإنسانيين في اليمن.
وقال المركز في بيان إن التهاون الدولي "شكَّل إشارةً خطيرةً شجعت مليشيا الحوثي على التمادي في انتهاكاتها، والتي كان آخرها وفاة أحد موظفي برنامج الأغذية العالمي أحمد باعلوي".
وأكد أن "تقاعس هذه المنظمات عن اتخاذ مواقف حازمة لوقف اعتقالات الحوثيين أو محاسبتهم، يُعدُّ تقصيراً غير مبرر يتحملون بموجبه جزءاً من المسؤولية عن استمرار هذه الانتهاكات الممنهجة".
وفيما حمل البيان مليشيات الحوثي المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة البشعة، طالب برنامج الأغذية العالمي والأمم المتحدة بتبني موقفٍ واضحٍ لا لبس فيه، يعترف بفشل الآليات الدولية السابقة في حماية العاملين الإنسانيين.