أثار منح جامعة صنعاء، لرئيس مجلس حكم مليشيات الحوثي مهدي المشاط إجازة الماجستير تهكما وسخرية واسعة لدى اليمنيين.

واعتبر ناشطون يمنيون حصول القيادي الحوثي على درجة الماجستير دليل دامغ على عبث الحوثيين ببرامج الدراسات العليا في جامعة صنعاء، وهي أكبر جامعات البلاد واستغلال المؤسسات الأكاديمية كأداة لتعزيز الهيمنة الفكرية والسياسية.

وكانت وسائل إعلام حوثية نشرت صورا تظهر رئيس المجلس السياسي للمليشيات وهو في القصر الجمهوري بصنعاء، فيما كان آخرون يحملون لافتة خلفه تشير إلى مناقشته العلنية لرسالة ماجستير.

ووصفت وكالة سبأ الحوثية المشاط بـ"الباحث" وزعمت نيله درجة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف من كلية التجارة بجامعة صنعاء عن رسالته الموسومة بـ"ثورة 21 سبتمبر وتأثيراتها على الجمهورية اليمنية والمنطقة العربية"، في إشارة لتاريخ انقلاب الجماعة واجتياح صنعاء.

موجة سخرية

ولاقت صور المشاط تعليقات لاذعة من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذي اعتبروا ظهور المشاط بعد شهرين من اختفائه أنه كان يعمل في ترميم صورته ابتداء من زراعة الشعر لرأسه وانتهاء بظهوره كباحث لنيل إجازة الماجستير.

وسخر مدقق المعلومات اليمني فاروق الكمالي من المشاط بالقول إنه "أول رسالة ماجستير منذ ظهرت الدرجة العلمية بالتاريخ توصي بإقامة النصب التذكارية وتوزيع الأوسمة الوطنية".

كما سخر من مناقشة الرسالة خارج الجامعة وتحديدا في مبنى القصر الجمهوري بصنعاء، قائلا إنه "للمرة الأولى الجامعة تذهب للباحث لكن أنتم ما يعجبكم العجب ولا الصيام في رجب".

من جهته، قال المحامي اليمني محمد المسوري على حسابه في منصة التواصل الاجتماعي "إكس" إن القيادي الحوثي المشاط سبق وقال إنه "يسكن في بيتا بالإيجار" وهو ادعاء كاذب أثار موجة سخرية.

وأضاف "كيف حصل على الماجستير، وهو لا يعرف قواعد اللغة العربية، لكن شوفوا من كتب له الرسالة" إشارة إلى أن الرسالة التي تم مناقشتها تم إعدادها من قبل آخرين وليس من قبل المشاط.

وهذا ما أتى عليه، الباحث السياسي اليمني ادونيس عبدالعزيز أن "ظاهرة انتشار شهادات الماجستير لدى قيادات وعناصر مليشيا ⁧‫الحوثي تعكس مزيجًا من محاولات الشرعنة الزائفة".

وأضاف على حسابه في "إكس" أن "مهدي كان مختفيا لأكثر من شهرين، وعاد للمشهد من بوابة جامعة صنعاء التي تستغل مع المؤسسات الأكاديمية كأداة لتعزيز الهيمنة الفكرية والسياسية لمليشيات الحوثي. 

"عقدة نقص"

في السياق، علق سفير اليمن في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) محمد جميح أنه "في عام 2020 منحت الأكاديمية العسكرية العليا التابعة للحوثيين رئيسهم مهدي المشاط درجة الماجستير الفخرية في العلوم العسكرية، ومنحته لقب الركن، بعد ترقيته إلى مشير".

وأضاف متهكما أن "المشاط طالب مجتهد، رغم مهامه الكبيرة، لكنه خلال السنوات الماضية كان يحضر ماجستير، هذه المرة ليست في العلوم العسكرية، وليست فخرية، ولكن ماجستير حقيقية بعنوان (يوم نكبة اليمنيين)".

‏وأوضح على حسابه في "إكس" أن "هؤلاء لديهم عقدة نقص، من كثرة ما سمعوا من يتحدث عن أنهم لم يحملوا شهادات أكاديمية، فذهبوا لتزوير الشهادات بهذا الشكل، ليتخلصوا من هذه العقدة".

‏يشار إلى أن القيادي الحوثي المشاط ليس الأول من يزعم حصوله على إجازة الماجستير وإنما سبقته عشرات القيادات الحوثية أبرزها القيادي النافذ "أحمد حامد" والقيادي "أبو عادل الطاووس" و"عبدالجبار الجرموزي" وجميعهم يشغلون مناصب عليا في حكومة الانقلاب غير المعترف بها.