كشفت تصريحات القيادي بجماعة الحوثي مهدي المشاط، عن وجود نوايا لدى الجماعة باستهداف الموانئ المحررة عقب إقرارها مؤخراً بفشل محاولاتها في تعطيلها لصالح موانئ الحديدة الخاضعة لسيطرتها.
المشاط وفي كلمة له ألقاها في لقاء موسع بمحافظة عمران الأربعاء، زعم وجود محاولة من قبل الحكومة الشرعية لتصدير كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المنتج في محافظة مأرب، عبر ميناء عدن، وأن جماعته منعت ذلك بعد أن هددت بقصف سفينتين اقتربتا من الميناء.
وزعم المشاط بأن سفينة "سينمارجينت"، وسفينة "بوليفار" قدمتا إلى ميناء عدن الأسبوع قبل الماضي لنقل أربعين ألف طن من مادة الغاز، وأنهما تراجعتا أكثر من أربع مرات، بعد إبلاغ الشركتين المالكتين للسفينتين بضربهما في حالة دخولهما إلى الميناء.
وفي غياب أي رد حكومي على هذه المزاعم والتهديدات الحوثية بضرب ميناء عدن، أثارت تصريحات المشاط الجدل والمخاوف من كونها مجرد مبررات لاستهداف الموانئ التجارية المحررة بعد استهدافها للموانئ النفطية أواخر العام الماضي ما أدى إلى وقف عملية تصدير النفط حتى اليوم.
ويشكك خبراء ومختصون في صحة مزاعم الحوثي وإعلامه، عن تصدير الغاز الطبيعي عبر ميناء الزيت في عدن، حيث يتطلب الأمر نقله عبر أنابيب خاصة ويشحن إلى السفن عبر ميناء خاص بهذه العملية كميناء بلحاف في محافظة شبوة، والذي تم تدشينه في 2005م كأضخم مشروع استثماري باليمن بتكلفة بلغت 4.5 مليار دولار، ولكنه متوقف حالياً من قبل شركة توتال الفرنسية التي تدير المشروع وأوقفت العمل به عقب اندلاع الحرب في مارس 2015م.
في حين أكد ناشطون وصحفيون عدم صحة مزاعم المشاط حول اقتراب سفينة "سينمارجينت" وسفينة "بوليفار" من ميناء عدن الأسبوع قبل الماضي، وذلك بالعودة إلى أهم المواقع العالمية المتخصصة بتتبع حركة السفن عالمياً، التي تشير إلى أن السفينة الأولى كانت حينها في ميناء بورتسودان غرب السودان حتى تاريخ 24 أغسطس وغادرته متجهة إلى ميناء خورالزبير في العراق الذي من المتوقع أن تصله نهاية الأسبوع الجاري.
في حين أن السفينة الأخرى "بوليفار" تنقلت خلال النصف الثاني من شهر أغسطس بين ميناء أم القصر في العراق، ومينائي صحار والدقم في سلطنة عمان، أي أنها والسفينة "سينمارجينت"، لم تقتربا من ميناء عدن كما يزعم المشاط، بالإضافة إلى أن معلومات السفينتين تشير إلى أن سعتهما لا تكفي لنقل الكمية التي أوردها وهي 40 ألف طن من الغاز.
هذه الحقائق تشير بوضوح إلى سعي جماعة الحوثي للتمهيد مسبقاً لاستهداف ميناء عدن والموانئ المحررة الأخرى عبر البدء باختلاق هذه الأكاذيب، خاصة بعد إقرارها الرسمي بفشلها في تعطيلها نشاطها من خلال إجبار التجار على الاستيراد عبر موانئ الحديدة الخاضعة لسيطرتها.
>> ( مادة سابقة: ذراع إيران تقر بفشلها في تعطيل الموانئ المحررة واتفاقية التأمين البحري تثير جنونها)
هذا الفشل يضاف إليه الانزعاج الواضح الذي تبديه الجماعة من الخطوة التي أقدمت عليها الحكومة مؤخراً بتوقيع اتفاقية مع الأمم المتحدة لخفض كلفة التأمين البحري للسفن الواصلة إلى الموانئ المحررة، وهو ما سيشكل من وجهة نظرها ضربة قوية لمخططها بتعطيل نشاط هذه الموانئ.
ولا يستبعد مراقبون بأن يكون تهديد جماعة الحوثي باستهداف ميناء عدن محاولة من قبل الجماعة لنسف تحرك الحكومة مع الأمم المتحدة لخفض كلفة التأمين البحري من خلال تشكيل مخاطر أمنية حول الموانئ المحررة وأنها مستهدفة بأي وقت بضربات لطيرانها المُسير، وهو ما يتطلب -وفق المراقبين- لموقف حازم من قبل الحكومة إزاء هذه التهديدات الحوثية