انقسام سياسي يخيّم على ذكرى تحرير ساحل حضرموت: احتفالان في يوم واحد يعكسان تباين الرؤى

شهدت محافظة حضرموت، اليوم الخميس، مشهداً سياسياً لافتاً يعكس حالة الانقسام المتزايدة في الساحة الحضرمية، حيث أُقيمت احتفاليتان منفصلتان لإحياء الذكرى التاسعة لتحرير ساحل حضرموت من التنظيمات الإرهابية، نظمتهما جهتان رئيسيتان كلٌ على حدة: الأولى أقامتها السلطة المحلية بالمحافظة بالشراكة مع المجلس الانتقالي الجنوبي، فيما نظّم حلف قبائل حضرموت احتفالاً آخر في مديرية غيل بن يمين.
في المكلا، نظّمت قيادة المنطقة العسكرية الثانية احتفالاً رسمياً تخلله عرض عسكري مهيب شاركت فيه وحدات من قوات النخبة الحضرمية، بحضور نائب رئيس المجلس الانتقالي اللواء أحمد سعيد بن بريك، وقيادات عسكرية وأمنية ومدنية، وتم خلاله تكريم عدد من قادة التحرير وافتتاح مشاريع عسكرية وخدمية جديدة بدعم من قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.
في المقابل، شهدت غيل بن يمين احتفالاً موازياً نظّمه حلف قبائل حضرموت، برئاسة الشيخ عمرو بن حبريش، وكيل أول محافظة حضرموت، والذي أكد في كلمته أن الحلف كان له دور ريادي في احتضان القيادات والوجهاء منذ العام 2015، وكان منطلقاً لتأسيس النخبة الحضرمية، مشدداً على أن المرحلة القادمة تستوجب جهوداً عسكرية وسياسية لتحقيق تطلعات حضرموت في الحكم الذاتي واستعادة القرار.
ورأى مراقبون أن إقامة احتفاليتين منفصلتين لذكرى واحدة تعكس بوضوح عمق التباين في الرؤى والمواقف داخل محافظة حضرموت، لا سيما في ظل تصاعد الدعوات المحلية لتحقيق إدارة ذاتية للمحافظة، في مقابل تمسك أطراف أخرى ببقاء المحافظة ضمن إطار ترتيبات سياسية أوسع.
وتأتي هذه الفعالية المزدوجة في وقت تشهد فيه حضرموت حراكاً متسارعاً في الملفين الأمني والسياسي، وسط مطالب بضرورة توحيد الصف الحضـرمي وتغليب المصلحة العامة، لتفادي انعكاسات الانقسام على استقرار المحافظة ومستقبلها.