وسط التوتر المتزايد في البحر الأحمر جراء الهجمات الحوثية على سفن الشحن التجارية، والضربات الأميركية التي تستهدف مواقع الجماعة في اليمن، أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أنها تلقت تقارير عن نشاط لمنظومة جوية مسيرة على مسافة 46 ميلا بحريا جنوبي المخا في اليمن.
كما أوضحت بتغريدة على حسابها في منصة إكس، اليوم الثلاثاء أن السلطات تحقق في الأمر، ونصحت السفن بتوخي الحذر والإبلاغ عن أي نشاط مريب.
أتى ذلك، بعد ساعات قليلة من إعلان المتحدث الرسمي العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، أن الطيران الأميركي والبريطاني شن 18 غارة جوية على صنعاء وتعز والبيضاء خلال الساعات الماضية، متوعداً بالرد. وقال على منصة "إكس" إن هذه الاعتداءات الأميركية-البريطانية لن تمر من دون رد وعقاب.
8 ضربات
كما جاء بعدما نفذت قوات أميركية وبريطانية مساء أمس الاثنين 8 ضربات بدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا، في أحدث هجوم على مواقع الحوثيين الذين يهاجمون السفن التجارية في البحر الأحمر.
وبحسب البنتاغون، طالت تلك الضربات 8 مراكز ومستودعات تابعة للحوثيين، بينها موقع تخزين تحت الأرض، بالإضافة إلى منظومات متقدمة وقدرات صاروخية ومراقبة تستخدمها الجماعة المتحالفة مع إيران ضد الشحن في البحر الأحمر.
كما قصفت تلك المواقع عبر ذخائر يتراوح عددها بين 25 و30 تقريباً، أطلقتها طائرات حربية انطلقت من حاملة طائرات الأميركية "أيزنهاور" وسفن بريطانية أيضا، بحسب ما كشف مسؤول أميركي رفيع في البنتاغون، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته.
تهديد الملاحة
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا قد نفّذت هذا الشهر أيضا ضربات متكررة على مواقع للحوثيين بهدف تعطيل وإضعاف قدرة الجماعة على تهديد الملاحة في البحر الأحمر وتقويض حركة التجارة العالمية.
فمنذ 19 نوفمبر الماضي، هاجمت جماعة الحوثي 33 سفينة بأنواع مختلفة من الصواريخ الباليستية والمسيرات، رداً على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، وفق زعمها.
كما واجهت القوات الأميركية نفسها هجمات مباشرة مرات عديدة، بعضها أصاب سفنها، وفق ما أكد البنتاغون.
وعطلت تلك الهجمات الحوثية حركة الشحن العالمي، وأثارت مخاوف من التضخم العالمي.
كما فاقمت المخاوف من أن تؤدي تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، والمستمرة منذ 4 أشهر، إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط، وتوسيع الصراع.