حمل دفع جماعة الحوثي بتعزيزات عسكرية هامّة باتجّاه محافظتي مأرب وشبوة بوادر عن قرب انقطاع حالة التهدئة القائمة في اليمن، واستئناف الجماعة لمعركتها في المحافظتين بهدف السيطرة على منابع النفط فيهما.
وكان الحوثيون قد أشعلوا في بداية 2021 معركة كبيرة في مأرب الواقعة شرقي العاصمة صنعاء سخّروا لها جزءا هاما من آلتهم العسكرية، وفشلوا بعد أشهر طويلة من الحرب في اقتحامها بفعل مساندة كبيرة قدّمتها السعودية للقوات التابعة للسلطة اليمنية المعترف بها دوليا وذلك منعا لسقوط منابع النفط بالمحافظة بأيدي الجماعة الموالية لإيران.
كما فشلوا أيضا في التوسّع في محافظة شبوة المجاورة بفعل جهود القوات المضادّة لهم هناك وعلى رأسها ألوية العمالقة والقوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وقالت مصادر محلّية إنّ الحوثيين أرسلوا خلال الأيام الأخيرة تعزيزات عسكرية كبيرة إلى منطقة العلم بين محافظتي الجوف ومأرب فيما بدا أنّه عملية إعداد لاقتحام مأرب من جهة الشرق. وجاء ذلك بالتوازي مع إشعال معارك محدودة في عدّة مناطق من بينها منطقة بيحان في شبوة.
رغبة الحوثيين في السيطرة على منابع النفط تؤكد أن معركة شبوة ومأرب واقعة لا محالة وإن تأجلت إلى حين
وترافق التصعيد الجديد مع جهد دعائي اشتركت فيه مختلف وسائل الإعلام التابعة للحوثيين قائم على اتهام القوى اليمنية المضادّة لهم بالاستعداد لشنّ حرب برية ضدّهم بهدف “إشغالهم عن مواجهة الولايات المتحدة وبريطانيا” في البحر الأحمر وباب المندب، وفق ما ورد في الرواية الحوثية.
لكنّ مصادر يمنية أكّدت وجود استعدادات حوثية متواصلة منذ أشهر طويلة لاستئناف الحرب في مأرب وشبوة تمثّلت في تجنيد مكثّف لأبناء القبائل الموالية لهم وفتح العشرات من معسكرات التدريب في عدد من المناطق المتاخمة للمحافظتين.
من جهتها حذرت الحكومة اليمنية من إقدام جماعة الحوثي على تفجير الأوضاع عسكريا بعد دفعها بتعزيزات واستحداثات في جبهات مأرب والمناطق المحاذية لمحافظة شبوة.
وقال وزير الإعلام معمر الإرياني إن التحركات الحوثية تنذر بنسف جهود التهدئة وإحلال السلام وانزلاق الأوضاع من جديد نحو مربع الحرب ومفاقمة الوضع الإنساني والمعيشي.
وأشار إلى أن التقارير الميدانية تكشف أن الحوثيين يخططون لشن عملية عسكرية في محافظتي مأرب وشبوة عبر تنفيذ “عملية الكماشة” ضد مدينة مأرب من جبهتي العلم شمالا والبلق الشرقي وحريب جنوبا بالتزامن مع هجوم واسع على مديريات بيحان في شبوة.
وتناقض بوادر التصعيد القائمة حاليا بشكل جذري مناخ التهدئة الذي ساد في اليمن في ظل التقدّم المتحقّق في جهود السلام بالبلد وفقا لما أعلنه المبعوث الأممي هانس غروندبرغ.
وكثيرا ما شككّ متابعون للشأن اليمني في إمكانية مضي الحوثيين في عملية التسوية السلمية للصراع، قبل السيطرة على منابع النفط في اليمن وضمها إلى مناطق سيطرتهم.
ويعتبر هؤلاء أن معركة مأرب وشبوة واقعة لا محالة وأن تأجيلها لا يعني إلغاءها. ويرون أن فرصة إشعالها من جديد قد تكون سنحت للحوثيين في ظل تراجع حماس السعودية لمواصلة الحرب في اليمن الأمر الذي قد يؤثر على مستوى دعمها للقوات المدافعة عن مأرب