سرّع حزب التجمّع اليمني للإصلاح الممثَّل سياسيا وعسكريا في السلطة اليمنية المعترف بها دوليا بقيادة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي من استعدادته للوضع الجديد المتوقّع أن ينشأ عن إبرام اتّفاق للسلام مع جماعة الحوثي تقول المملكة العربية السعودية إن العمل عليه يسير بجدّية.
وبادر الحزب الذي يمثّل ذراعا محلّية لجماعة الإخوان المسلمين والذي يتّخذ من محافظة مأرب الواقعة بشرق اليمن إلى فتح الطريق بين المحافظة والعاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، متذّرعا بتسهيل تنقّل المواطنين في الاتّجاهين وتجنيبهم عناء السفر عبر طريق طويلة وغير مهيأة تمر بمحافظة الجوف شمالا.
لكنّ متابعين للشأن اليمني قالوا إنّ الخطوة التي قامت بها السلطات المحلية في مأرب بقيادة المحافظ الإخواني سلطان العرّادة، من جانب واحد ودون تجاوب إلى حدّ الآن من قبل جماعة الحوثي، جاءت ترجمة للحماس الذي أظهره حزب الإصلاح للتصالح مع الحوثيين والذي عبّر عنه بشكل صريح أكثر من قيادي في الحزب.
وأوضح هؤلاء أن قيادات الإصلاح تلمس جدية في سعي السعودية لإتمام السلام في اليمن رغم كل العوائق التي تواجه ذلك، وأنّ تلك القيادات شرعت في ضوء ذلك في الاستعداد مبكّرا لضمان موقع لها ولحزبها في مرحلة ما بعد السلام التي قد يتمّ خلالها تشكيل سلطة مشتركة بين مختلف القوى السياسية اليمنية.
واستدلّوا على ذلك بأن مبادرة فتح الطريق جاءت مباشرة بعد التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والتي أكّد فيها التزام المملكة بخارطة الطريق التي اعتمدتها الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي بشأن السلام في اليمن.
صالح أبوعوذل: ما فعله العرادة يعني استسلام مأرب للحوثيين
وقال الأمير فيصل بن فرحان في مقابلة مع قناة فرنسا 24 “نحن ملتزمون تماما بخارطة الطريق التي وضعتها الأمم المتحدة ومستعدون للتوقيع عليها في أقرب فرصة”.
وأضاف “أعتقد أننا وصلنا إلى نقطة اقتربنا فيها من استكمال خارطة الطريق ونعتزم مواصلة السير على طريق السلام في اليمن”.
ونفى توقف جهود التوصل إلى اتفاق سلام والتخلي عن الخارطة بفعل التوترات في البحر الأحمر جرّاء هجمات جماعة الحوثي على السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
وفي ديسمبر الماضي أعلنت الأمم المتحدة عن توصل الأطراف اليمنية إلى تفاهمات للالتزام بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية في البلاد والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة.د
كذلك خالفت خطوة فتح الطريق بشكل جذري ما روّج له إعلام حزب الإصلاح مؤخّرا، وبشكل كثيف، بشأن قيام جماعة الحوثي بحشد قواتها استعدادا لاستئناف محاولتها اقتحام محافظة مأرب والسيطرة عليها.
وظل طريق صنعاء-مأرب مغلقا منذ تسع سنوات، بعد أن أصبحت العاصمة تحت سيطرة الحوثيين، وآلت السيطرة على مأرب الغنية بالنفط إلى حزب الإصلاح الإخواني الذي فقد معاقله في شمال اليمن.
وحضر العرادة شخصيا إلى مواقع تمكز القوات اليمنية على الطريق المذكور ليعلن من هناك على فتح الطريق.
طريق صنعاء - مأرب ظل مغلقا منذ تسع سنوات، بعد أن أصبحت العاصمة تحت سيطرة الحوثيين
وأعلن أنّ الخطوة اتّخذت بالتشاور مع القيادة السياسية والعسكرية معبّرا عن أمله في قيام “الطرف الآخر” بخطوة مماثلة لتسهيل تنقلات المواطنين.
وأكد أهمية فتح جميع الطرقات في كافة المدن بما فيها الطرق المؤدية إلى مدينة تعز المحاصرة منذ تسع سنوات.
وأشار إلى أنّ فتح طريق مأرب-صنعاء عبر فرضة نهم جاء “عقب مبادرات متكررة من جانب الحكومة وسبق الحديث عنها مع المبعوث الأممي وعدد من الوسطاء المحليين”.
كما عبّر عن “استعداد القيادة السياسية والعسكرية إلى فتح الطرقات الأخرى؛ مأرب-البيضاء-صنعاء، وطريق مأرب -صرواح-صنعاء من جانب واحد”.
وعلى الطرف المقابل واجه الحوثيون خطوة محافظ مأرب ببرود. وقال محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي للحوثيين عبر منصة إكس “جيد إنهاء الحصار على صنعاء من قبل التحالف الأميركي البريطاني السعودي وحلفائه بإعلان فتح طريق مأرب-صنعاء-الفرضة، إذا استمر وسمح لليمنيين بالعبور منه مستقبلا” وأضاف “إن شاء الله نرى ذلك أيضا في المنفذين الآخرين طريق مارب-صرواح-صنعاء، ومأرب-البيضاء، وندعوهم إلى الاستمرار في فك الحصار عن بقية الطرقات في جميع المحافظات وإزالة عسكرة الطرقات”.
وشكّكت جهات يمنية في دوافع قيادات حزب الإصلاح لفتح الطرق بين مناطق سيطرة الحزب ومناطق سيطرة الحوثي.
وقال الكاتب الصحفي صالح أبوعوذل إنّ “ما فعله العرادة في فرضة نهم باسم فتح الطريق لدواعٍ إنسانية، هو إعلان هزيمة في مواجهة الأذرع الإيرانية”.
وأضاف في تعليق عبر منصّة إكس “هذه الخطوة تثبت لليمنيين المشردين بفعل الإرهاب الحوثي أن الإخوان لم يكونوا يوما ما ضد الأذرع الإيرانية، بل كانوا عاملا مساعدا لانتشارهم تارة باسم ابتزاز السعودية وأخرى تعاطفا مع الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين”.
وانتهى إلى القول “نستطيع أن نقول إن مأرب أعلنت الاستسلام للحوثي ولا عزاء لدعاة وحدة الصف المشروخ”.