دحض خبراء عسكريون يمنيون مزاعم مليشيات الحوثي بشأن تصنيع الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وأكدوا أن عرضها العسكري الأخير كان "مزيفا".
وقال الخبراء في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "العرض العسكري الحوثي كان جزءا من أسلحة حقيقة وهي أسلحة متهالكة والجزء الآخر مجرد مجسمات أردت المليشيات أن توصل رسائل أنها قد تصبح واقعا في حال تم فتح الموانئ والمطارات الواقعة تحت سيطرتها".
وأكد الخبراء أن مليشيات الحوثي تعيش مأزقا حقيقيا في مناطق سيطرتها بسبب عدم صرف الرواتب ولهذا عمدت للهروب للأمام في محاولة لاستعراض القوة وإثبات سيطرتها على شمال اليمن الواقع غالبيته تحت سيطرتها".
سلاح متهالك
من جانبه، أكد الخبير العسكري اليمني العقد محسن ناجي أن العرض العسكري في 21 سبتمبر/أيلول الجاري بمناسبة ذكرى الانقلاب شاركت فيه المليشيات الحوثية بعشرات العربات المتهالكة التي تحمل على ظهرها المدفعية.
وقال ناجي لـ"العين الإخبارية"، إن "مليشيات الحوثي عرضت نوعا من الأسلحة التابعة للجيش اليمني السابق بعد السطو على أسلحته ومخازنه العسكرية من قبل المليشيات الانقلابية لأن مخزون الجيش السابق الاستراتيجي كان يتواجد في صنعاء وجبالها وسنحان فقط".
أما بالنسبة للصواريخ والطائرات المسيرة، أوضح الخبير العسكري أنها إحدى أكاذيب مليشيات الحوثي بأنها تصنعها محليا والجميع يعرف أن إيران تدعمهم بالصواريخ وهي صواريخ متوسطة المدى وبعيدة المدى من 300 إلى 1500 كيلو متر وقصيرة المدى".
وأضاف أن جميع أسلحة الحوثي "تدخل عبر التهريب عبر البحر أو البر".
وحول تهديد العرض العسكري للسلام، أكد الخبير العسكري أن السلام في اليمن لن يتحقق إلا إذا تم إلحاق هزيمة عسكرية بالحوثيين، مستشهدا بالمثل القائل "إذا أردت السلام فاستعد للحرب".
وقال إن "بقاء الحوثي مهيمن على مساحة دولة، لن يجعل المليشيات تنخرط بالسلام وهي حاليا يخطط للتوسع نحو الجنوب وهذا مسألة واضحة وضوح الشمس".
قاعدة متقدمة
ما قاله الخبير محسن ناجي، أكده الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد الركن ياسر صالح بأن عرض الحوثي الأخير تضمن العديد من الأسلحة ما يؤكد أنها لا تفكر بالسلام.
ولفت إلى قيام مليشيات الحوثي "باستنساخ أسلحة إيرانية لاسيما تقنية الصواريخ والمسيرات".
وأضاف أن "هناك عملية تهريب مستمرة كشفت عنها كثير من التقارير سواء المحلية والدولية وتوضح أن مليشيات الحوثي ليس بإمكانها تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة وإنما تحصل عليها من الحرس الثوري الإيراني".
وأكد صالح أن جزءا من عرض الحوثي، كان أسلحة حقيقة وكان هناك جزء آخر عبارة عن نماذج لأسلحة أو مجسمات".
في الصدد، أشار صالح إلى العقدة التاريخية لمليشيات الحوثي والتي لا تؤمن برعاياها ولا تؤمن بالتنمية كونها تعتمد في حكمها على الجبايات والحرب والقداسة الروحية لقياداتها، مشيرا إلى الوضع المعيشي الصعب تحت سيطرة الحوثي، وعدم تنفيذ المليشيات لأي مشاريع تنموية.
الحوثي في مأزق
في السياق ذاته، قال متحدث القوات المشتركة اليمنية العقيد وضاح الدبيش إن الهدف من العروض العسكرية هو"إيجاد فزاعة وهي تريد إرسال رسائل للداخل والخارج أنها قوية وتمثل الدولة لكن في الحقيقة أن عقلياتها مليشياوية".
ووصف الدبيش لـ"العين الإخبارية"، عرض مليشيات الحوثي بـ"الكرتوني"، و"الهزلي"، مشيرا إلى قدرات القوات اليمنية القادرة على دك قوة مليشيات الحوثي حال الحسم العسكري.
وأضاف الدبيش أن مليشيات الحوثي سعت لتجميع أطفال المدارس والشباب الفقراء مقابل مواد غذائية من أجل استعراض قدراتها العسكرية، فضلا عن إجبار الموظفين الحضور لهذه العروض من أجل إيهام الرأي العام في الداخل والخارج بأن المليشيات أصبحت تملك ترسانة وجيشا كبيرا.
وأوضح الخبير العسكري أن "مليشيات الحوثي لو كانت تملك فعلا كل تلك القوات لما هرولت لجهود السلام للحظة للخروج من المأزق التي تعيشه في مناطق سيطرتها".
وقال إن "مليشيات الحوثي وقعت في ورطة وكماشة وتتمثل في عدم قدرتها على صرف الرواتب وهو مأزق حقيقي تعيشه وقد نجحت الشرعية والتحالف من تعرية الحوثي شعبيا ودوليا".
وعن الأسلحة المعروضة، قال الخبير العسكري إنها "أسلحة قديمة لم تثبت الفاعلية في المعركة وفيما يخص الصواريخ، فمليشيات الحوثي تكذب كما تتنفس، كونها ترسانة إيرانية تم تهريبها عبر المنافذ البحرية الواقعة تحت سيطرتها عبر قطع مجزأة".
وأضاف أن "مليشيات الحوثي عمدت لتنظيم عرض ديكوري بمجسمات وأسلحة قديمة عفا عليها الزمن باتت خارج الجاهزية".
وكانت مليشيات الحوثي قد أقامت عرضا عسكريا في ميدان السبعين بصنعاء بمناسبة مرور 9 أعوام لنكبة اليمن، وزعمت الكشف عن صناعة صواريخ محلية بعيدة وقصيرة المدى.
وجاء عرض مليشيات الحوثي بعد أيام من عودة وفدها التفاوضي المشارك في محادثات السلام التي ترعاها السعودية وعمان إلى صنعاء في خطوة استهدفت تقويض فرص السلام ونسف الجهود الإقليمية والأممية لتمديد الهدنة باليمن