اشترطت جماعة الحوثي المدعومة من إيران، السبت، على الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا توقيع ميثاق يمنع احتجاز العابرين في النقاط العسكرية، وذلك بعد رفضها الاستجابة لمبادرة فتح الطريق طريق صنعاء - مأرب المغلق منذ نحو تسع سنوات، وشنها هجوما على نقطة عسكرية مما أدى إلى مقتل جندي وإصابة آخرين.
وقال عضو المجلس السياسي الأعلى للجماعة محمد علي الحوثي في حسابه على منصة إكس" نريد التأكد من فتح الخطوط(الطرقات) بخطوتين، الأولى إخراج من في السجون ممن تم القبض عليهم سابقا من النقاط الأمنية والعسكرية وهم مسافرين أو عائدين إلى اليمن، والثانية توقيع ميثاق بأن لا يتم القبض على أحد عابر من النقاط".
واشترط الحوثي عدم القبض على أي مواطن من أبناء محافظة مأرب، من الموالين لجماعته في حال ذهابهم إلى مدينة مأرب نفسها. (الواقعة تحت سلطة الحكومة)".
ولم يذكر الحوثي عدد هؤلاء المحتجزين، فيما لم يصدر تعليق فوري من قبل الحكومة اليمنية التي سبق أن اتهمت مرارا الجماعة باحتجاز العديد من المواطنين والنشطاء في الطرقات.
ويأتي موقف الحوثي تعليقا على إعلان السلطات المحلية في مأرب بقيادة المحافظ الإخواني سلطان العرّادة، وهو عضو بمجلس القيادة الرئاسي، الخميس، فتح طريق مأرب - صنعاء، من جانب واحد، متذّرعا بتسهيل تنقّل المواطنين في الاتّجاهين وتجنيبهم عناء السفر عبر طريق طويلة وغير مهيأة تمر بمحافظة الجوف شمالا.
ويربط الطريق بين محافظة مأرب (وسط) الخاضعة لسيطرة الحكومة، والعاصمة صنعاء (شمال) الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، لكنه ظل مقطوعا منذ بدء الحرب بالبلاد في مارس 2015.
وكان المحافظ الإخواني الذي ينتمي لحزب التجمّع اليمني للإصلاح الممثَّل سياسيا وعسكريا في السلطة اليمنية المعترف بها دوليا بقيادة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي قد دعا الحوثيين إلى إجراء مماثل.
لكن مبادرة السلطة المحلية في مأرب التي جاءت ترجمة للحماس الذي أظهره حزب الإصلاح للتصالح مع الحوثيين، الذي عبّر عنه بشكل صريح أكثر من قيادي في الحزب، لم ترق للجماعة التي سارعت بإعلان فتح طريق فرعي غير مخصص لعبور وسائل النقل كافة، وهو طريق صرواح خولان مرورا بصحراء الجوف، المعروف بوعورته وبعد المسافة وعدم مناسبته لعبور الشاحنات.
وتدفق مسافرون، الجمعة، للعبور من الطريق المفتوحة، وعبروا بسلام من مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، لكنهم اصطدموا برفض الحوثي السماح لهم بالمرور من النقاط التابعة لها في الخط ذاته، وأعادوهم من حيث جاؤوا، بذريعة أن المرور عبر تلك الطريق ممنوع، وليس مصرحا من قبل قيادة الجماعة بصنعاء.
وبحسب مصادر محلية، فإن الحوثيين أجبروا المسافرين على العودة للمرور عبر طريق صحراء الجوف بدلا من العبور الآمن والسريع والسهل عبر فرضة نهم.
وتداول ناشطون يمنيون، مقطع فيديو يوثق لحظة منع النقاط الحوثية لعدد من المسافرين عبور سياراتهم من الطريق الرئيسية (مأرب - فرضة نهم - صنعاء).
وتمهيدا لفرض شروطها، عمدت جماعة الحوثي إلى قصف مواقع للقوات الحكومية اليمنية بمدفعية الهاون المحظور استخدامها في المناطق الحضرية عند آخر حاجز أمني على طريق مأرب صنعاء.
وقال مستشار وزير الإعلام أحمد المسيبلي، إن ميليشيا الحوثي "استهدفت بالهاون جنود الأمن في أخر نقطة للشرعية على طريق مأرب صنعاء". وأشار المسيبلي إلى أن القصف الحوثي على نقطة الشرعية أسفر عن وفاة "أحد الجنود وجرح ثلاثة آخرين".
وأواخر ديسمبر 2023، أعلنت الأمم المتحدة التزام الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي بمجموعة تدابير لـ"وقف شامل" لإطلاق النار في عموم البلاد وتحسين ظروف معيشة المواطنين.
ومنذ مدة تتكثّف مساعٍ إقليمية ودولية لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفدين سعودي وعماني إلى صنعاء (شمال)، وجولات خليجية للمبعوثين إلى اليمن: الأميركي تيم ليندركينغ، والأممي هانس غروندبرغ.
ويشهد اليمن، منذ نحو عامين، تهدئة من حرب بدأت قبل نحو 9 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات ومدن بينها صنعاء منذ سبتمبر 2014م