رجحت أوساط سياسية خليجية أن يكون اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان مع محمد عبدالسلام، المتحدث باسم المتمردين الحوثيين في مسقط، يهدف إلى التغطية على السبب الحقيقي للزيارة المتمثل في البحث عن حل وسط للرد على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قنصليتها في دمشق الإثنين الماضي.
وقالت الأوساط ذاتها إن إيران تبحث عبر وساطة عمانية مع الأميركيين عن صيغة تحفظ بها ماء وجهها تشبه الصيغة التي ردت بها على مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
ولفتت إلى أن إيران تريد صيغة تشبه توجيه رشقة صواريخ مجلجلة بالانفجاريات لقاعدة عين الأسد الأميركية في العراق للرد على اغتيال قاسم سليماني دون إيقاع إصابة واحدة بين الجنود الأميركيين.
وعززت تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي تلك التوقعات حيث قال الأحد في بيان أذاعه التلفزيون إن “جيش الدفاع الإسرائيلي قادر على التعامل مع إيران… يمكننا التحرك بقوة ضد إيران في أماكن قريبة وبعيدة. ونتعاون مع الولايات المتحدة ومع الشركاء الإستراتيجيين في المنطقة”
وزيارة عبداللهيان إلى مسقط هي المحطة الأولى ضمن “جولة إقليمية”، وفق ما أشارت إليه وزارة الخارجية الإيرانية دون إعطاء تفاصيل إضافية بشأن البلدان التي سيزورها.
والأحد أفادت صحيفة “الوطن” السورية الموالية للحكومة بأن عبداللهيان سيصل الإثنين إلى دمشق في زيارة رسمية.
ووفق الصحيفة ستشكل تداعيات الضربة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في الأول من أبريل الجاري ونُسبت إلى إسرائيل “محورا أساسيا” في المباحثات التي سيجريها عبداللهيان، إضافة إلى العلاقات الثنائية والأوضاع في غزة.
وأجرى وزير الخارجية الإيراني محادثات في مسقط مع المتحدث باسم المتمردين الحوثيين المدعومين من طهران والذين شنوا عشرات الهجمات على سفن في البحر الأحمر تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأشارت الخارجية الإيرانية إلى أن عبداللهيان “وصف الهجمات الأميركية والبريطانية ضد اليمن بأنها انتهاك لسيادة هذا البلد ووحدة أراضيه، وفي إطار الدعم الشامل لاستمرار جرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المظلوم والمقاوم”.
ونقلت الوزارة عن عبدالسلام قوله إن “انتصار الكيان الصهيوني في هذه الحرب سيكون بمثابة انهيار أمن العالم العربي” وتشديده على أن “اليمن ماض في استهداف السفن الإسرائيلية أو المبحرة نحو هذا الكيان”.
كما أكد عبدالسلام، وفق الخارجية الإيرانية، أن القيادة الحوثية والشعب اليمني اتخذا “موقفا حاسما لا رجعة فيه” من الحرب الدائرة في غزة، وأن “هذا الموقف ينبع من المعايير الأخلاقية والإنسانية التي نؤمن بها”.
وتتوعّد إيران بالرد على الضربة التي استهدفت قنصليتها في دمشق وأسفرت عن مقتل سبعة عناصر في الحرس الثوري، بينهم ضابطان رفيعان.
وقال عبداللهيان في تصريح أدلى به في عُمان إن قصف القنصلية الإيرانية في دمشق “هجوم إرهابي باستخدام الطائرات والصواريخ أميركية الصنع”.
وشدد الجنرال يحيى رحيم صفوي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، على أن البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية حول العالم يمكن أن تصبح أهدافا لهجمات انتقامية ردا على تفجير مبنى ملحق بالسفارة الإيرانية في دمشق والذي تم تحميل إسرائيل مسؤولية وقوعه.
والتقى عبداللهيان أيضا بنظيره العماني بدر البوسعيدي. وقال إن بلاده “تجري مشاورات مع سلطنة عُمان على أعلى مستوى بشأن اتخاذ المواقف المهمة في المنطقة والعالم، وهناك اتفاق بين الجانبين على ضرورة وقف الحرب والإبادة في غزة فورا”.
وبشأن العلاقات الثنائية بين البلدين قال عبداللهيان إنها “تشهد تطورا مطردا في كافة المجالات”.
وأعرب عن شكره سلطان عمان هيثم بن طارق على “المبادرة التي تمّ إطلاقها لرفع العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة (على طهران)”.
ولم يذكر تفاصيل بشأن نتائج هذه المبادرة التي سبق أن أعلنها عبداللهيان، لأول مرة في سبتمبر 2023. فيما أكد البوسعيدي “دعم (بلاده) جهود خفض التصعيد في المنطقة، ومعالجة مختلف القضايا والصراعات”.
وشدد على أن “القضية الفلسطينية هي القضية الأساس (…) في ظلّ ما يُعانيه الشعب الفلسطيني الشقيق جرّاء العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ومختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
واعتبر البوسعيدي أن “الهجوم على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق فتح صفحة جديدة من إثارة الحروب وتوسيع نطاق الحرب في المنطقة”.
ومطلع أبريل الجاري ذكرت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية أن القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق تعرض لهجوم صاروخي إسرائيلي، فيما أعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل 7 من أعضائه، بينهم جنرالان، في “الهجوم الإسرائيلي”