باتت ذكرى العمل في عيد العمال شيئاً من الماضي بعدما فاقمت الحرب من أحوال الأسر اليمنية العاملة في القطاع الحكومي والخاص بقطع الرواتب وذبح العائلات التجارية بالإتاوات وإفلاس عدد كبير من الشركات ما وضع العمال في اليمن أمام خيار العسكرة مع أطراف الصراع لنيل راتب شهري يسد فجوة حياة بالنسبة لأسرهم.
فلم يعد الأول من مايو مناسبة لاحتفال عمال اليمن بعيدهم العالمي بل أصبح ذكرى مؤلمة تعكس كيف تم تضييع وإهدار طاقات الطبقة المنتجة في المجتمع اليمني وتحويلها الى عناصر خاملة تفترش رصيف الفقر والبطالة دون حول ولا قوة.
80 من العمال فقدوا وظائفهم أي ما يعادل أكثر من 10 ملايين ونصف المليون عامل بفعل الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي الإرهابية في 21 من سبتمبر عام 2014.
كما تم تسريح ما نسبته 70 بالمائة من العمال لدى شركات القطاع الخاص الذي لجأ إلى الهروب إلى الخارج وفق معلومات صادرة عن الأمم المتحدة العام الماضي.
فقدان العمال لأعمالهم ووصول الكثير منهم الى حالة الفقر المدقع جعلهم عرضة للتغرير ومضطرين الى الانخراط في الجماعات المسلحة من أجل تأمين أقوات أسرهم، وهو ما تستغله مليشيات الحوثي في الزج بالكثير من المقاتلين الى جبهاتها المنهارة ليتم حرف أيدي العمال عن مسارها الصحيح من أداة مساهمة في بناء وتنمية الوطن إلى معول هدم ويدها على الزناد.
يرى مراقبون أن انحسار طبقة العمال الذين يمثلون الطبقة المتوسطة في المجتمع سيؤدي الى الإخلال بتوازن النظام الاجتماعي ويسهم في تمييز المجتمع الى طبقة أشد فقرا وأخرى أشد ثراء ما قد ينذر بحدوث ثورة جياع لن تستطيع القبضة الحديدية للمليشات ولا المنتفعون من الحرب في الطرف المقابل الوقوف أمامها.
للعام العاشر على التوالي والعمال في خانة البطالة والإهمال واقعين بين مطرقة المليشيات الحوثية التي تسببت في انعدام الكثير من فرص العمل في المناطق الخاضعة لسيطرتها وبين سندان غياب الدور الحكومي والمسؤولية الملقاة على عاتقه في توفير الأمن وخلق فرص للعمل في المناطق التي تم تطهيرها من مليشيات الموت ليقاسي العامل اليمني الأمرّين دون ظهور بوادر ومعالجات تساهم في التخفيف من معاناتهم.
المصدر/وكالة خبر