يعتبر مقالي الذي كتبته قبل ايام عن التلوث في بحر جزيرة صيرة تحت عنوان (جزيرة صيرة ..تختنق) اقل وطئة مقارنة بما شاهدته اثناء نزولي الى أحد شواطئ جزيرة صيرة ، والدخول الى المباني العشوائية التي اخفت معها كل الشاطئ محولة اياه الى مستتقع تتكدس فيه القمامة ومياه الصرف الصحي الخارجة من تلك الابنية العشوائية الى صوب البحر مباشرة .
اطنان من المخلفات البلاستيكية
عند اتجاهك الى الشاطئ المؤدي الى جبل معجلين في جزيرة صيرة تستقبلك اطنان من المخلفات البلاستيكية ، والتي تجمعت بفعل الزمن والاهمال والعشوائيات .
يقول احد سكان البيوت المنتصبة على هذا الشاطئ ( إن ماتشاهده من مخلفات بلاستيكية تأتي بفعل رمي السكان لها على الشاطئ وبعضها يخرجه البحر الى الشاطئ ، ومع مياه البحر تكونت جبال من المخلفات البلاستيكية والتي تغطي كل الشاطئ .
تلك البيوت التي انشئت بغفلة من الزمن أو بتغافل من السلطات المحلية فكونت شوارع ضيقة يطل فيها البيت على البيت او يكاد يلامسه ، بمشهد يدمي القلوب أسفا على صيرة وشواطئها .
يتحدث الساكنين عن مياه الصرف الصحي حيث يقول كل منزل عنده القدرة المالية يقوم بمد انابيب مباشرة الى البحر لتصريف المياه العادمة ، وإن اغلب البيوت غير مرتبطة بالشبكة العامة للصرف الصحي ، مع ان البيوت يصلها الماء !؟، وقد شكلت تلك المياه العادمة مصدرا اخر لتلويث بحر جزيرة صيرة .
منهل تصريف مياه الامطار...الخطر الداهم
حذر احد السكان السير فوق اكوام المخلفات البلاستيكية بسبب وجود حفرة كبيرة خاصة بشبكة تصريف مياه الامطار ، وقال لو وقغت بها ستغرق لانها مملؤه بمياه الصرف الصحي وبمخلفات السكان ولاتظهر للعيان ، واضاف إنها تشكل خطر داهم ونخشى على الاطفال فإذا وقع بها احدهم لن نعلم عنه.
ذهبنا مع عدد من السكان وشاهدنا بأم اعيننا والماء يطفو من تلك الحفرة المغطاة بالمخلفات البلاستيكية ، وتأكدنا بما لايدعوا للشك احتمال السقوط فيها وارد لاختفاء الحفرة تحت المخلفات البلاستيكية .
عتاب
لايعقل إن السلطة المحلية لمديرية صيرة لاتعرف بحجم القمامة التي تفترش كل الشاطئ ، ولايعقل إن صندوق النظافة في المديرية ممثلا لقسم النظافة يجهل بحالة الشاطئ المزرية .
تلوث ظاهر في البر والبحر
بسبب تدفقات مياه الصرف الصحي من المضخة الرئيسية إضافة الى توجية المياه العادمة من البيوت المرتصة على الشاطئ تحولت الرمال الصفراء والتي كانت تعرف عن شواطئ جزيرة صيرة الى رمال سوداء ذو رائحة كريهة ، ناهيك عن الاسوداد الظاهر بالبحر بفعل تدفقات مياه الصرف الصحي ، فقد غابت عن بحر صيرة زرقته ولمعانه بفعل التلوث .
يقول احد الصيادين كان في هذا الشاطئ بيوت خشبية يضع الصيادين فيها معداتهم الخاصة بالاصطياد ولاتزيد تلك البيوت الخشبية عن خمس بيوت فقط ، فيها كان يقوم الصيادون باصلاح الشباك وصيانة مكائن البحر ، وقليل منهم يسكنون تلك البيوت الخشبية في حالات اضطرارية،
اليوم اضحى الشاطئ حي سكني متكامل الاركان تسوده العشوائية وترتص فيه البيوت الحجرية وبعضها تجاوز الاربعة الادوار كما تم توصيل عدادات الكهرباء لتلك البيوت ! ، اختفى الشاطئ الجميل المؤدي الى جبل معجلين ، ومعه برزت مناظر حفرت القبح والنلوث واخفت معها المعالم الجميلة لجزيرة صيرة والشواطئ ذات الرمال الذ هبية ، ومعها أيضااختفت الاحياء البحرية والتي كان تدل على هذا الشاطى ، وبسبب ذلك تختفي السلسة الاولى للأحياء البحرية والتي تعتبر الغذاء الرئيسي للاسماك في البحر، وبالتالي غادرت الاسماك بحر جزيرة صير باحثة عن بيئة غير ملوثة و مصادر غذاء يُمكٍنها من العيش والتكاثر .
زيادة تكلفة الاصطياد
يقول الصياد ناجي محسن كان الصياد بالامس يستعد للدخول الي اميال لاتتعدى العشره ميل بحري كأبعد موقع للإصطياد، وإ ضاف ان بعض الاسماك الكبيرة كانت تأتي الى قرب الشاطئ بسبب وجود الاسماك الصغيرة والبيئة النظيفة ، مما يخفف كثيرا من تكاليف الاصطياد ،اليوم غادرت الاسماك الشواطئ بعيدا مما زاد من تكلفة الاصطياد أضعاف المرات واصبح بحر جزيرة صيرة كبركة ماء بلا احياء بحرية الا فيما نذر .
إهمال
السلطة المحلية في مديرية صيرة لديها الامكانيات الكبيرة لاعادة الحياة لشواطئ جزيرة صيرة ، والعمل بجد وامانة على مشروع لتعافي البحر المحيط للجزبرة وهناك وسائل عديدة يمكن إستخدامها ، اهمها ربط البيوت العشوائية على وجه السرعة بشبكة الصرف الصحي واستكمال مشروع ربط مضخة الصرف الصحي بمحطة المعالجة في العريش مديرية خورمكسر وتنظيف الشواطئ من المخلفات البلاستيكية والديمومة لاعمال النظافة الشاطئية ووقف الردم للبحر حتى لاتزداد مساحة البحر من التقلص .
نأمل من ذوي ألإختصاص سرعة إنقاذ شواطئ جزيرة صيرة ، الجزيرة التي تمثل الكثير والكثير للجميع اقتصاديا وسياحيا وتاريخيا.
امنية
اما ما اتمنى فأنا اتمنى ان تزال كل تلك الاسوار الحاجبة للرؤية و الاستثمارات والبيوت والمتنزهات المقامة على شواطئ البحر وبقاء مستشفى عدن فقط ، ويزال ماهو بجانبها وصولا الى منطقة البمبة وسنيه ، وتعود تلك الامواج الساحرة الزرقاء والهواء العليل ليتتفس السكان هواء نقيا باردا يحميهم من لهيب الصيف
ثروت جيزاني
11مايو2024م