توفي خالد صالح الدين زيدان، العضو البارز في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية - نجل الزعيم الفعلي للجماعة، سيف العدل.
وتم الإعلان عن الخبر عبر مجلة "الملاحم" الرسمية التابعة للتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، التي أكدت وفاته؛ غير أنها لم تكشف عن ملابسات الحادث.
تورط خالد، البالغ من العمر 29 عاما، بشكل كبير في بعمليات الجماعة، وإستراتيجيتها، حيث عمل عن كثب مع والده.
ووفقا لصحيفةLong War Journal، كان خالد يعمل مؤخرا في اليمن، حيث جرى إيفاده كممثل شخصي لوالده.
ولد خالد في عام 1995، ولعب دورا حاسما في التجنيد والإعلام وإدارة الشقاق الداخلي لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ورث هذه المهام عن والده.
كتب مقالا مناهضا للولايات المتحدة في المجلة بعنوان "بالله أو بأيدينا"، بل وشارك برسم بياني عن المديونية العامة لليمن من عام 2000 إلى عام 2024.
تمثل وفاة خالد خسارة كبيرة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، أحد أكثر فروع الجماعة الإرهابية نشاطا.
كما أنه يوجه ضربة كبيرة لوالده، الذي يعتقد أنه موجود في إيران.
سيف العدل، المولود باسم محمد صلاح الدين زيدان، هو من قدامى المحاربين في الجماعة الجهادية، ولديه سجل طويل في المشاركة بالأنشطة الإرهابية.
بعد انضمامه إلى الجهاد الإسلامي المصري في ثمانينات القرن العشرين، انضم لاحقا إلى تنظيم القاعدة، وأصبح شخصية رئيسية في عمليات الجماعة.
ومن المعلوم على نطاق واسع أنه الزعيم الفعلي لتنظيم القاعدة منذ مقتل أيمن الظواهري في عام 2022 بغارة أمريكية بطائرة مسيّرة.
كان ذات مرة عقيدا في قوات الصاعقة المصرية، خلال ثمانينات القرن العشرين، طرد سيف من قِبل الجيش المصري في عام 1987، واعتقل بمعية الآلاف من الإسلاميين، وسط مزاعم بمحاولة إعادة بناء الجهاد الإسلامي المصري، والتخطيط للإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك.
فر سيف من مصر إلى المملكة العربية السعودية، وانضم إلى تنظيم القاعدة، وقاد قسمها الإعلامي الذي تم تشكيله حديثا حينها.
شارك في إنتاج مقاطع الفيديو، سيئة السمعة، لأسامة بن لادن، التي سرعان ما وجدت جماهير في جميع أنحاء العالم.
وفي وقت لاحق، أصبح سيف عضوا في هيئة تنظيم القاعدة، وبحلول عام 1992، كان جزءا من هيئته العسكرية، حيث قدم التدريب العسكري والاستخباراتي لأعضاء تنظيم القاعدة والجهاد الإسلامي المصري في أفغانستان وباكستان والسودان، فضلا عن القبائل الصومالية المناهضة للولايات المتحدة.
بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان بُعيد هجمات 11 سبتمبر، حصل سيف على حق اللجوء السري في إيران، حيث كان يراقبه الحرس الثوري الإسلامي (IRGC). وهناك، قام بتوجيه الموارد البشرية للقاعدة في قتال القوات الأمريكية، وقوات التحالف الدولي.
قبل وفاة الظواهري، كان سيف العدل يشرف على القادة الميدانيين لتنظيم القاعدة في الصومال واليمن وسوريا، ويعمل من قاعدة اتصالاته في إيران.
خلص تقرير للأمم المتحدة في عام 2023 إلى أن سيف العدل قد جرى تعيينه زعيما فعليا لتنظيم القاعدة غير أنه لم يجر الإعلان عنه رسميا أميرا للتنظيم؛ بسبب "الحساسيات السياسية" لحكومة طالبان في الاعتراف بمقتل الظواهري في كابول، والتحديات "العقائدية والعملياتية" التي يفرضها مكان إقامة سيف العدل في إيران في ظل قيادتها الشيعية.
ويشتبه بأن سيف العدل تورط في تفجيرات السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا في عام 1998، التي أسفرت عن مقتل 224 شخصا، وإصابة الآلاف.
وهو مايزال في لائحة الاتهام في الولايات المتحدة، فيما يتعلق بتلك الهجمات الإرهابية، ولا يزال على قائمة المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالي.