شهد مضيق باب المندب، أحد أهم ممرات الملاحة البحرية الدولية، انخفاضاً حاداً في حركة المرور خلال شهر يونيو الماضي، حيث وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ بدء جماعة الحوثيين هجماتها على السفن التجارية في المنطقة في نوفمبر 2023.
ووفقاً لموقع "لويدز ليست إنتليجنس"، المتخصص في البيانات البحرية، فقد انخفض عدد رحلات الملاحة عبر المضيق إلى 927 رحلة في يونيو، مقابل 978 رحلة في مايو. ويعود هذا الانخفاض إلى تصاعد هجمات الحوثيين على الشحنات في البحر الأحمر، مما أدى إلى عزوف العديد من شركات النقل البحري عن استخدام هذا الممر الحيوي.
وأوضح الموقع أنّ وتيرة الانخفاض في حركة المرور عبر باب المندب قد بلغت 5% شهرياً خلال الأشهر الأخيرة. ففي ديسمبر 2023، انخفض عدد السفن العابرة للمضيق بنسبة 38% مقارنة بشهر نوفمبر، بينما شهد شهر يناير 2024 انخفاضاً بنسبة 31%.
وإلى جانب انخفاض عدد رحلات الملاحة، تراجع أيضاً عدد السفن النشطة في البحر الأحمر الأسبوع الماضي. حيث بلغ متوسط العدد اليومي للسفن التجارية النشطة 203 سفينة، مقارنة بـ 234 سفينة في الأسبوع الذي سبقه.
ويُعزى هذا التراجع إلى كثافة الهجمات الحوثية على السفن، حيث شهد الأسبوع الماضي وحده 5 هجمات، من بينها هجوم على سفينة تابعة لشركة الملاحة البحرية المتوسطية.
وتُعتبر هذه التطورات مصدر قلق كبير للمجتمع الدولي، خاصةً مع ما قد تنطويه من تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي وأمن الطاقة. حيث يُعدّ مضيق باب المندب ممراً رئيسياً لنقل النفط والسلع بين الشرق الأوسط وبقية دول العالم.
مع استمرار هجمات الحوثيين، تبقى حركة الملاحة عبر مضيق باب المندب مهددة بالتراجع أكثر، ممّا قد يُفاقم من أزمة الطاقة العالمية ويزيد من تكاليف النقل البحري.