ذكرت مصادر أمنية بحرية أن جماعة الحوثي المسيطرة على أجزاء واسعة من اليمن من بينها العاصمة صنعاء تستخدم زوارق مسيرة مفخخة في البحر الأحمر في إطار تكثيف هجماتها على السفن التجارية التي لا تملك دفاعات كافية في مواجهة التحول المعقد في أسلوب الاستهداف.
وتشن جماعة الحوثي المسلحة المتحالفة مع إيران هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر الماضي فيما تقول إنه تضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
ديميتريس مانياتيس: تكتيك حربي ناجع يتيح تفادي الهجمات المضادة
ولم ينجح تحالف عسكري تقوده الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في وقف تلك الهجمات عن طريق الضربات الانتقائية المحدودة التي يوجهها للآلة الحربية والبنية التحتية العسكرية للجماعة المتحالفة مع إيران.
وأغرقت الجماعة سفينتين واحتجزت أخرى وقتلت ثلاثة بحارة على الأقل خلال أكثر من سبعين هجوما.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، تعرضت ثلاث سفن على الأقل لهجمات بزوارق مسيرة ساهم أحدها في غرق سفينة الشحن توتور.
ولم تكن تتبع الجماعة هذا الأسلوب من قبل حيث يبدو أن امتلاكها لتلك الزوارق حديث، وأنّها تزودت بها تبعا لتطورات الأحداث.
وقال ديميتريس مانياتيس، الرئيس التنفيذي لشركة ماريتايم ريسك ماندجرز، “تمثل الزوارق المسيرة المحملة بمتفجرات تحولا معقدا في تكتيكات الحرب غير المتكافئة يُمكّن الحوثيين من الاستهداف بدقة وعلى مسافة بعيدة وبالتالي تقليل تعرضهم للهجمات المضادة”.
وبحسب مصادر أمنية بحرية وتحليل وكالة رويترز، شنت السفن الحربية التابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ست ضربات دفاعية على الأقل على زوارق مسيرة منذ فبراير الماضي.
وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن سفينتين استُهدفتا في السابع والعشرين والثلاثين من يونيو بتكتيكات هجومية حوثية شملت استخدام العديد من الزوارق الهجومية المسيرة.
مونرو أندرسون: الحوثيون سعوا إلى استخدام تلك الأساليب لتحقيق أهدافهم
وقال مونرو أندرسون، رئيس العمليات في شركة فيسيل بروتكت المتخصصة في مخاطر الحرب والتأمين البحري، “تصيب الزوارق المسيرة السفن عند منطقة التماس مع الماء، وهذا، إلى جانب الحجم الكبير للرأس الحربي، قادر على التسبب في دخول المياه بكثرة إلى السفينة وقد تنتج عنه صعوبة في السيطرة على الأضرار”.
وأضاف “من المرجح جدا أن في ضوء النجاح المعروف الذي حققته تلك الأدوات عندما استخدمتها القوات الأوكرانية في البحر الأسود، سعى الحوثيون إلى استخدام تلك الأساليب لتحقيق أهدافهم”.
وأشار مسؤول في شركة الأمن البحري اليونانية ديابلوس إلى أسلوب جديد تم الإبلاغ عنه يتمثل في إطلاق زوارق مسيرة من المحتمل أنها تحمل دمى تشبه القراصنة في نهج نفسي يهدف إلى إرباك البحارة.
وقال مانياتيس من ماريتايم ريسك ماندجرز “ندرك أن الحوثيين يستخدمون مراقبين في البحر في معظم الحالات، والذين غالبا ما يسجلون الهجوم من مسافة قريبة، وفي معظم العمليات، إن لم يكن كلها، يوجهون الزوارق المسيرة إلى الهدف عن بعد”.
وذكرت مصادر في قطاع التأمين أن العلاوات المتعلقة بمخاطر الحرب، والتي تُدفع عندما تبحر السفن عبر البحر الأحمر، وصلت إلى 0.7 في المئة من قيمة السفينة في الأيام القليلة الماضية، من نحو واحد في المئة في وقت سابق من العام الجاري، مما يتسبب في تكاليف إضافية بمئات الآلاف من الدولارات. وقد تدفع التهديدات الأخيرة الأسعار إلى الارتفاع في الأسابيع المقبلة.
وأضافت المصادر أن أسعار علاوة مخاطر الحرب في التأمين على السفن الصينية، والتي يُنظر إليها على أنها لا تربطها علاقة بإسرائيل أو الولايات المتحدة المستهدفتين من الحوثيين، ظلت عند نحو 0.2 في المئة إلى 0.3 في المئة.