أدانت دول عربية غارات إسرائيل الجوية على اليمن، وحذرت من تداعياتها على الوضع الأمني الإقليمي وجهود إنهاء حرب تل أبيب المتواصلة على قطاع غزة للشهر العاشر.
والسبت، أغارت تل أبيب على ميناء الحديدة غربي اليمن وخزانات الوقود ومحطة الكهرباء فيه، ما أسفر عن 6 قتلى و3 مفقودين و83 جريحا، حسب جماعة الحوثي المسيطرة على محافظة الحديدة.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه الغارات ردا على هجوم بطائرة مسيّرة شنه الحوثيون على مدينة تل أبيب فجر الجمعة؛ فقتل إسرائيليا وأصاب 10 آخرين.
وقالت الخارجية السعودية، في بيان الأحد، إن الوزارة تتابع بـ"قلق بالغ" تطورات التصعيد العسكري في اليمن بعد الهجمات الإسرائيلية التي شهدتها الحديدة.
والحديدة إحدى أهم المحافظات اليمنية؛ كونها تحوي مطارا دوليا وثلاثة موانئ حيوية وشريطا ساحليا طويلا.
وشددت الرياض على أن هذه الغارات تضاعف من حدة التوتر الحالي في المنطقة، وتضر بالجهود المستمرة لإنهاء الحرب على قطاع غزة.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حربا على غزة أسفرت عن نحو 129 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
ودعت الخارجية السعودية كافة الأطراف إلى "التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والنأي بالمنطقة وشعوبها عن مخاطر الحروب، وأن يضطلع المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة والفاعلة بأدوارهم ومسؤولياتهم لإنهاء الصراعات في المنطقة".
وأكدت "استمرار جهود السعودية لإنهاء الحرب على غزة، ودعمها المستمر لجهود السلام في اليمن لتجنيب شعبها الشقيق المزيد من المعاناة وتحقيق الأمن والسلم في المنطقة".
وتواصل إسرائيل حربها على غزة متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.
وتتحدى تل أبيب طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.
تقويض للجهود الدولية
وقالت الكويت، الأحد، إنها تتابع "ببالغ القلق انعكاس الهجمات الإسرائيلية غير المسبوقة على أراضي الجمهورية اليمنية".
وأشارت وزارة الخارجية الكويتية عبر بيان إلى "ما سيتمخض عنها من تدهور للوضع الأمني في المنطقة، وتقويض للجهود الدولية الرامية لإنهاء دائرة العنف"، حسب البيان.
وشددت على "ضرورة النأي بالمنطقة وشعوبها عن مخاطر العنف والدمار"، وعلى "أهمية اضطلاع المجتمع الدولي ومجلس الأمن بمسؤولياته في إنهاء الصراعات كافة".
وأكدت على استمرارها في "دعم الجهود الرامية لإحلال الأمن والاستقرار في اليمن، وتجنيب شعبها الشقيق مزيدا من المعاناة".
تصعيد جديد للتوتر
فيما أعربت سلطنة عمان، الأحد، عن "إدانتها للاعتداءات العسكرية الإسرائيلية على الجمهورية اليمنية الشقيقة التي تمثل تصعيدا جديدا للتوتر في المنطقة"، وفق بيان للخارجية
وأضافت أن من شأن هذه الاعتداءات أن "تزيد الوضع الإقليمي تعقيدا وتعرقل جهود التهدئة وإنهاء الصراعات، وتعوق تحقيق السلام المنشود، لا سيما فيما يتصل بالصراع العربي الإسرائيلي وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني".
ودعت السلطنة المجتمع الدولي إلى "الوقوف عند مسؤولياته لحفظ الأمن والسلم الإقليميين والدوليين والتحرّك الحاسم لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة".
وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.
خطر فوضى إقليمية
ومساء السبت، قالت الخارجية المصرية إن هجمات إسرائيل على اليمن "تزيد من تصاعد حدة التوتر الحالي على كافة الجبهات".
وحذرت الوزارة، عبر بيان، "من مخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة على إثر تطورات أزمة قطاع غزة ودفع الإقليم بأسره إلى دائرة مفرغة من الصراعات وعدم الاستقرار".
ودعت "كافة الأطراف لضبط النفس والتهدئة وتجنب الانزلاق لفوضى إقليمية".
وحثت الفاعلين على المستويين الإقليمي والدولي على "الاضطلاع بمسؤولياتهم لإنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة، باعتبارها السبب الرئيسي في ارتفاع حدة التوتر والتصعيد الإقليمي الحالي".
القاهرة شددت على أن "وقف إطلاق النار في غزة هو الخطوة الرئيسية والضرورية لاحتواء التوتر، والركيزة الأساسية لإقرار التهدئة الشاملة في المنطقة، وحفظ الأمن والاستقرار الإقليميين".
و"تضامنا مع غزة"، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بتل أبيب في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيد الهندي، كما يهاجمون أهدافا داخل إسرائيل.
وردا على مهاجمة أهداف بحرية، يشن تحالف تقوده الولايات المتحدة، منذ مطلع العام الجاري، غارات يقول إنها تستهدف "مواقع للحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن.
ومع تدخل واشنطن ولندن، أعلنت جماعة الحوثي في يناير/ كانون الثاني الماضي، أنها باتت تعتبر السفن الأمريكية والبريطانية كافة ضمن أهدافها العسكرية.