كشفت معلومات ملاحية رصدتها أدوات تتبع الطائرات، عن رحلة جوية سرية لإحدى طائرات الخطوط الجوية اليمنية المخطوفة لدى مليشيا الحوثي الإرهابية، انطلاقًا من مطار صنعاء مرورًا بمطار الملكة علياء في الأردن ووصولًا إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، ما أثار تساؤلات جدية حول طبيعة هذه الرحلة وأهدافها.
وتأتي هذه الرحلة استباقًا لتفعيل التسهيلات التي من شأنها توسيع الوجهات من مطار صنعاء الدولي لدواعٍ إنسانية.
ومؤكدة المخطط السري للمليشيا وداعميها في إيران الهادف إلى تشغيل المطار لأغراض عسكرية تحت يافطة "الضرورة الإنسانية" التي تستخدمها المليشيا وسيلة للتغطية على هذا النشاط شديد الخطورة.
يُعتبر مطار رفيق الحريري في بيروت، الذي شهد هبوط وإقلاع الطائرة اليمنية في ظروف محاطة بالسرية، نقطة وصل رئيسية بين إيران وشبكاتها في المنطقة.
وكانت تقارير صحفية سابقة قد أشارت إلى استخدام هذا المطار من قِبل قاسم سليماني- قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني- في زيارات سرية إلى لبنان قبل مقتله بغارة جوية أمريكية في مطار بغداد عام 2020.
ورجحت المصادر أن تكون الطائرة اليمنية المخطوفة قد نقلت أسلحة إيرانية أو خبراء من حزب الله والحرس الثوري إلى صنعاء، وذلك بهدف تعزيز قدرات المليشيا الحوثية وتحديثها؛ فضلًا عن إجراء رحلة استكشافية مبدئية تمهد لرحلات سرية أوسع في المستقبل، قد تشمل مطارات أخرى في سوريا والعراق، لذات الأغراض.
وأشارت المصادر، إلى أن هذا السيناريو يشبه ما حدث في عام 2014، عندما قامت إيران بتشغيل جسر جوي لنقل الأسلحة والخبراء إلى الحوثيين، ما ساهم في تطوير قدرات المليشيا وتوسيع نفوذها في عموم البلاد آنذاك.
وذكرت المصادر، أن إيران تعمل وفق مبدأ "انتهاز الفرص" لتقديم الدعم لوكلائها في أي فرصة ملائمة تسمح بذلك، ولن تتردد في استغلال اختطاف وكلائها في اليمن لثلاث طائرات مدنية واستخدامها في أنشطة عسكرية تخدم عملاءها في اليمن.
وأكد خبراء أن السماح لمليشيا الحوثي باستخدام الطائرات المدنية المخطوفة بهذه الطريقة يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي، حيث يمكن للمليشيا استغلال هذه الفرصة لتوسيع شبكاتها الإرهابية ونقل المقاتلين والأسلحة بسهولة، وبدون رقابة.
ولم تستبعد المصادر أن تكون إيران تخطط لنقل مجندين شيعة من لبنان وباكستان إلى اليمن للقتال إلى جانب الحوثيين، خاصة بعد فقدان 50 ألفًا من الشيعة الباكستانيين في العراق، يرجح أن تكون إيران قد نقلتهم إلى معسكرات تدريب تمهيدًا لنشرهم في مناطق نفوذها بما فيها اليمن، كجزء من استراتيجية الدعم الإيراني لأذرعها في المنطقة.