أعلنت جماعة الحوثي اليمنية السبت انفجار خزان وقود بسبب استمرار الحريق جراء غارات إسرائيل على محافظة الحديدة غربي البلاد قبل أسبوع، وهو ما يعكس محدودية إمكانيات الحوثيين في إطفاء الحرائق وتركيزهم على التهديدات أكثر من الاستعدادات للمواجهة.
جاء ذلك في بيان عاجل عبر منصة تلغرام لمركز الإعلام الأمني التابع للحوثيين، نقلا عن الدفاع المدني في الجماعة.
وأوضح المركز أن ”انفجارا وقع في خزان وقود بالحديدة جراء حريق بسبب العدوان الإسرائيلي قبل أيام”. وأضاف أنه “كان لا يزال هناك 10 في المئة من الحريق، ما سبب ضغط هواء في الخزان أدى إلى انفجاره”.
وأشار إلى أنه “تمت السيطرة على الحريق في الخزان بواسطة فرق الدفاع المدني والجهات المساندة، في ما العمل جار على مدار الساعة لتلافي تكرار ما حصل”.
وأفاد أن ”الانفجار لم يخلف خسائر بشرية” دون تفاصيل. وفي 20 يوليو الجاري، شنت مقاتلات إسرائيلية غارات على ميناء الحديدة وخزانات الوقود فيه، إضافة إلى استهداف محطة الكهرباء؛ ما أسفر عن 9 قتلى وأكثر من 80 جريحا.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الغارات ردا على هجوم بطائرة مسيّرة شنه الحوثيون على مدينة تل أبيب في 19 يوليو.
وبدا أن الحوثيين كانوا يعتقدون أن إسرائيل لن ترد أو أنها قد تلجا إلى رد محدود حفاظا على سمعتها كما تفعل الولايات المتحدة وبريطانيا، لكن إسرائيل لا تعمل حسابا لمثل هذا الأمر وتنظر إلى الرد من جانبه الانتقامي ونتائجه.
ونادرا ما تتبنى إسرائيل العمليات الخارجية التي تنفذها ضد مواقع تابعة لحلفاء إيران في المنطقة، لكن تبنّي الهجوم على مواقع للحوثيين يحمل رسالة واضحة على أن إسرائيل لن تتردد في الرد بقوة وبوجه مكشوف على أيّ استهداف، وهو ما أشار إليه نتنياهو بقوله “الهجوم على الميناء اليمني يذكّر أعداءنا بأنه لا يوجد مكان لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه”.
وشنت مقاتلات إسرائيلية غارات على أهداف للحوثيين في ميناء مدينة الحديدة اليمنية السبت الماضي، وذلك غداة تبني المتمردين هجوما بمسيّرة أسفر عن مقتل شخص واحد في تل أبيب.
وهذه الضربات هي الأولى التي أعلنتها إسرائيل ضد اليمن الذي يشن منه الحوثيون هجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان أن “مقاتلات (إسرائيلية) قصفت أهدافا عسكرية لنظام الحوثيين الإرهابي في منطقة ميناء الحديدة في اليمن ردا على مئات الهجمات التي طالت دولة إسرائيل في الأشهر الأخيرة”.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في بيان إثر الضربات إن “دماء المواطنين الإسرائيليين لها ثمن”، معتبرا أن “هذا الأمر تم إثباته بوضوح في لبنان وغزة واليمن وأماكن أخرى. إذا تجرأوا على مهاجمتنا فالنتيجة ستكون هي نفسها”.
وأكد محمد البخيتي عضو المكتب السياسي للحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في اليمن من بينها الحديدة (غرب)، من جانبه، عبر منصة إكس أن إسرائيل “ستدفع ثمن” ضرباتها في اليمن.
وقوبلت الغارات الإسرائيلية على اليمن بإدانات محلية وعربية ودولية واسعة، بالإضافة إلى تحذيرات من تداعياتها على الوضع الأمني في المنطقة، وجهود إنهاء حرب تل أبيب المتواصلة على قطاع غزة للشهر العاشر.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم”، السبت، تدمير 6 مسيرات و3 زوارق غير مأهولة تابعة لجماعة الحوثي في اليمن خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقالت سنتكوم في بيان “خلال الـ24 ساعة الماضية، نجحت قوات القيادة المركزية الأميركية في تدمير 6 طائرات دون طيار تابعة للحوثيين في منطقة خاضعة لسيطرة الجماعة في اليمن”، دون تحديد المكان بالضبط. وأضاف البيان أن قوات القيادة المركزية الأميركية “دمرت 3 سفن سطحية دون طيار (زوارق مسيّرة) تابعة للحوثيين تعمل قبالة سواحل اليمن”.
واعتبرت سنتكوم أن “هذه الأسلحة تشكل تهديدا وشيكا للقوات الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة”. وأشارت إلى أنه “تم اتخاذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أمانا”.
وأعلنت جماعة الحوثي الجمعة أن التحالف الأميركي – البريطاني شن 4 غارات على جزيرة كمران التابعة لمحافظة الحديدة غربي اليمن. وذكرت قناة “المسيرة” الناطقة باسم الحوثيين أن “عدوانا أميركيا – بريطانيا استهدف بـ4 غارات جزيرة كمران التابعة لمحافظة الحديدة”. وكمران هي أكبر الجزر اليمنية الواقعة في البحر الأحمر، وتتبع إداريا محافظة الحديدة الساحلية غربي البلاد.