أعلنت مليشيات الحوثي، السبت، تعين أحد أبرز القادة المتورطين بتجنيد الأطفال رئيسيا للحكومة غير المعترف بها في عاصمة اليمن المختطفة صنعاء.
وكلفت مليشيات الحوثي القيادي أحمد غالب ناصر الرهوي لقيادة وتشكيل حكومة الانقلاب الجديدة التي أسمتها "حكومة التغيير والبناء" وذلك بعد 11 شهرا من الإطاحة بحكومة عبدالعزيز بن حبتور ضمن ما أسمته "التغيرات الجذرية" الرامية تعزيز قبضتها في صنعاء.
كما عينت مليشيات الحوثي بن حبتور عضوا في "مجلس الحكم الانقلابي" وهو ذات المنصب الذي كان يشغله الرهوي الذي عمل خلاله منذ 2016 "حاطبا للأطفال" لجبهات القتال للجماعة، على ما قال مراقبون ونشطاء.
وكان زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي أطاح بحكومة الانقلاب في صنعاء التي يترأسها بن حبتور في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، إلا أن الصراع والتسابق بين قيادات المليشيات للظفر بحصة في التشكيل الانقلابي الجديد دفع الحوثي لتأجيل إعلانها حتى اليوم.
من هو الرهوي؟
ويعد اختيار أحمد غالب الرهوي لقيادة الحكومة الحوثية الجديدة، فرصة لكشف أدواره باعتباره أحد الوجوه السياسية الذي يستغلها زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي واجهة صورية لتمرير مشروعه المدمر باليمن.
وجاء تعين الرهوي في هذا المنصب، بعد أن صادر مجلس الخبراء الذي شُيد سرا في صنعاء أواخر عام 2023، ويضم خبراء إيرانيين ومن حزب الله وخبير عراقي، كسلطة عليا مطلقة، كافة صلاحيات الكيانات الحوثية بما في ذلك قرار "الحكومة والمجلس السياسي".
وينحدر الرهوي من محافظة أبين جنوبي البلاد، وتستخدمه مليشيات الحوثي كذراع داخل جناح صنعاء في حزب المؤتمر الذي يشغل فيه عضوية "اللجنة العامة" والذي فض الشراكة مع الجماعة الانقلابية وخاض معها أواخر 2017، مواجهات دامية انتهت باغتيال المليشيات لزعيمه وأمينه العام واعتقال كوادره ووضعهم تحت الإقامة الجبرية في صنعاء.
وكانت مليشيات الحوثي، سلمت عقب، انقلابها على الشرعية في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، ملف محافظة أبين للقيادي أحمد غالب الرهوي الذي ظل يديره من مقر إقامته في صنعاء قبل أن يتم اختياره عام 2016 عضوا في "المجلس السياسي"، وهو كيان الحكم الصوري الأعلى شمالا.
وعلى عكس قيادات المؤتمر التي احتفظت بخطوط حمراء ومسافات معينة في العلاقة مع مليشيات الحوثي وأنشطتها، ظل أحمد غالب الرهوي برفقة حسين حازب وقيادات أخرى يستخدمون كأدوات لخدمة الأجندة العسكرية والطائفية للمليشيات، داخل الحزب.
وكان من بين المهام الذي أدارها الرهوي، انخراطه كأحد المسؤولين عن تجنيد الأطفال في المناطق الخاضعة للانقلاب، إذ دفع بالكثيرين للجبهات الحوثية بعد ممارسته أساليب الترغيب والترهيب لعائلات الأطفال.
وظهر نشاطه كحاطب للأطفال علنا أواخر 2021 بعد أن حل في المرتبة الـ10 في اللائحة السوداء بين 125 قياديا مرتبطا بعبد الملك الحوثي، يتولون المسؤولية المباشرة عن تجنيد الأطفال وزجهم لمحارق الموت، وفقا لقائمة أعدتها منظمة ميون اليمنية المعنية بمراقبة تجنيد الأطفال خلال الحرب في البلاد بتنسيق مع جهات أممية.
رفض للسلام
رغم الولادة المشوهة للحكومة الصورية الجديدة، إلا أن تشكيلها من قبل مليشيات الحوثي يحمل رسالة رفض صريحة لخارطة الطريق وترتيبات السلام التي تقودها الأمم المتحدة، إذ تشير الخطوة إلى أن الجماعة تتجه لتكريس حكمها شمالا، وفقا لخبراء وسياسيين.
ويحاول الحوثيون من خلال تعين الرهوي إظهار تراجعهم خطوة إلى الوراء عن التزام سابق بتقليص تدريجي لنفوذ جناح المؤتمر الشعبي بصنعاء والتي رفضت قياداته بشكل قاطع إحداث أي تغير في بنية النظام الجمهوري، على أن يتم لاحقا تطهير "العناصر الملغمة في الجهات الحكومية والوزارات" على حد وصف زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي في خطابه الشهر الماضي.
واعترف زعيم المليشيات أنه عمل مع قياداته على تصميم هياكل وأداء الحكومة الجديدة وأنه استقبل "آلاف الأسماء فيما يخص مسألة التعيينات والمسؤولين والموظفين"، في إشارة إلى أن الأيام المقبلة سيعمل على إحلال عناصره في كافة المؤسسات بدلا عن المحسوبين على مؤتمر صنعاء.
وكانت مصادر خاصة كشفت لـ"العين الإخبارية" بعد شهر من إقالة المليشيات لحكومة بن حبتور أن أجنحة الحوثي المتصارعة رفعت أكثر من 340 أسما لزعيم المليشيات للظفر بحصة في التشكيل الانقلابي الجديد وخاصة قيادة الحكومة وهو ما دفعه لتأجيل إعلانه لنحو 11 شهرا.
ووفقا لمراقبين فأن تشكيل الحكومة الحوثية الجديدة لا يشكل رفضا للسلام فحسب وانما هروبا من التزامات الجماعة الداخلية لاسيما صرف مرتبات الموظفين.
المصدر/ صحيفة العين الاماراتية