أكد مراقبون سياسيون يمنيون أن إعلان عن تشكيل حكومة جديدة "يعد مجرد محاصصة وتغيير للوجوه لن يؤدي إلى أي تأثير ملموس على الارض".
وجاءت الانتقادات أيضًا من أصوات مقربة من الميليشيا عبرت عن استهجانها لغياب أي تغيير جذري.
وكان رئيس المجلس السياسي للميليشيات الحوثية، في صنعاء، مهدي المشاط، كلف عضو ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى، أحمد غالب الرهوي، بتشكيل حكومة جديدة خلفًا لعبدالعزيز بن حبتور، الذي تم نقله إلى عضوية المجلس.
القيادي المقرب من ميليشيا الحوثي، آزال الجاوي، قال مستغربًا في تغريدة نشرها على منصة "إكس":"أين التغيير الجذري؟ هناك تغيير لكن مابوش (ليس) جذرياً، سيستمر الوضع المزري".
وأوضح الجاوي: "جاءت تسمية رئيس الحكومة الجديدة من نفس المنظومة وبنفس العرف المتبع منذ سنوات، وبنفس منطق المحاصصة".
وتابع أن "الرهوي لم يكن فعالاً وهو في المجلس السياسي الأعلى، فكيف سيكون فعالاً وهو رئيس الحكومة"، واصفًا الأمر برمته بأنه "جرعة تخديرية".
تغيير وجوه
ومن جهته، قال رئيس قسم العلوم السياسية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة عدن، الدكتور سامي نعمان، إن "التغيير هو تغيير وجوه فقط ومحاولة لإقناع مناصري الحوثيين أنهم يتبعون مبدأ التدوير الوظيفي".
وأضاف، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن ذلك "يأتي محاولة لاستعطاف الجنوبيين، إذ جرى اختيار شخصية جنوبية من محافظة أبين كان معيّنًا من قبلهم محافظًا لأبين، ومحاولة إيهام أبناء أبين أن الحوثيين في صفهم".
وتابع نعمان بالقول إن هذه الخطوة تأتي أيضًا "خوفًا من تداعيات قرار إلغاء العقوبات على (نجل الرئيس اليمني الراحل) واحتمالات عودته إلى المشهد السياسي، وأن يصطف بن حبتور معه".
وأوضح أن "الرهوي شخصية مغمورة ليس لها ذلك الثقل السياسي؛ ما يجعل تسييره والتحكم به أمرًا أسهل من عبد العزيز بن حبتور السياسي المخضرم".
وشدد نعمان على أن "اختيار الحكومة سيكون وفقًا لشروط محددة مسبقًا من قبل الحوثيين، أولها الولاء المطلق، حيث تعتمد الحركة الحوثية على مبدأ الولاء كأساس للانتساب إليها أو إلى أيٍّ من أجهزة الدولة".
وأضاف أن "هذه الحكومة ستكون حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب، وبينها وبين المؤتمر، تمهيدًا لمشاورات السلام القادمة".