هو قدر الله الذي جعل الجنوب بأن يحزم أمره ليكون سدًا منيعًا لمواجهة وقتال الحوثة والإرهاب، ليدفع بين الفينة والأخرى ثمنا باهضا جراء هذا التآمر باستشهاد كوكبة تلو الأخرى من أفضل الرجال وأشجعهم، كان آخرهم الشهيد القائد عبداللطيف السيد وزميله الشيخ الجعدني وآخرون.
مثل هؤلاء القادة الميامين ومن قبلهم الكثيرون من أوفى وأشجع الرجال أمثال أبو اليمامة وجواس وقطن وعلي ناصر هادي وأحمد سيف والإدريسي وعمر سعيد وطه علوان والقائمة طويلة من الرجال الأوفياء للجنوب، الذين قدموا أرواحهم ودماءهم الزكية فداءً للجنوب ومن أجل استرداد حقه في دولة جنوبية واضحة المعالم بعيدا عن هيمنة المركز المقدس الذي له بصمات جلية وراء اغتيالات هذه الكوكبة من رجالات الجنوب الشجعان الذين سقوا بدمائهم الزكية تربة الوطن الغالي، وحتمًا سيواصل أبناؤهم النضال حتى يتحقق حلم الآباء الذين ضحوا لأجله.
وقد لا يجود الزمن بمثلهم لكنها أقدار الله، وهي ضريبة غالية، بل والأغلى التي يدفعها الجنوب والجنوبيون لأجل حياة حرة كريمة لوطنهم وأهلهم بعيدا عن هيمنة الانقلابيين الحوثة وبعيدا عن آفة الإرهاب الذي أراد ويريد من الجنوب أن يكون محطة لأعماله الإرهابية الذي وصل بقادتهم الغرور والمغامرة لبسط نفوذهم ذات زمن ولو كان قصيرا على بعض مناطق في الجنوب كزنجبار والمكلا ثم المحاولة للسيطرة على بعض أجزاء من عدن (المنصورة) وأجزاء من لحج ليجعلوا منها إمارات تخضع للقاعدة وداعش وأنصار الشريعة.
لكن رجال الجنوب وشبابها وقادتها العسكريون الشجعان كانوا لهم بالمرصاد وطهروا كل المواقع منهم وكان أول من دفع حياته ثمنا لهذا الانتصار قائد حملة السهام الذهبي في أبين اللواء الركن سالم علي قطن ثم تلاه أبو اليمامة وجواس وآخرهم عبداللطيف السيد ورفاقه الشهداء الميامين.
لقد كان الثمن لتطهير الجنوب غاليا بل وأكثر من الغالي، إنها دماء كوكبة من الأبطال الميامين التي روت دماؤهم تربة الوطن الغالي وحتمًا لن تذهب هدرًا لأنها كانت وستظل المشعل الملهم لكل أبناء الجنوب شبابا ورجالا ونساءً للحفاظ على وحدة أهدافهم ووحدة صفهم حتى قيام الوطن الحر المزدهر الذي يسوده الإخاء الصادق والمساواة لكل أبنائه بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم على طول وطنهم الجنوب من مكيراس حتى أطراف المهرة.