الذكرى العاشرة لاستشهاد البطل: اللواء الركن علي ناصر هادي… القائد الذي صاغ المجد بدمه

في السادس من مايو 2015، سقط القائد الوطني الكبير اللواء الركن علي ناصر هادي شهيدًا في منطقة حجيف بالتواهي، وهو يذود عن عدن بكل بسالة، ويرسم بدمه النقي معالم الفداء والكرامة،واليوم، بعد عشرة أعوام على ارتقائه، لا تزال سيرته محفورة في ذاكرة الميدان، وصوته يتردد في آذان رفاق السلاح: “لن يدخلوها إلا على جماجمنا.”
كان يدرك تمامًا أن المعركة في عدن في ربيع 2015 لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل معركة مصير ووجود، معركة فاصلة بين مشروع طامح للهيمنة، وإرادة شعبية رافضة للخنوع،لهذا، لم يكن القائد علي ناصر هادي ممن يكتفون بإصدار الأوامر من الخلف، بل كان أول من يصل الجبهة، وآخر من يغادرها، في قلب الخطر وعلى خطوط النار الأولى.
ورغم اختلال موازين القوة، والعدد والعدة، ورغم الوساطات التي عُرضت عليه لتسليم نفسه، مقابل ضمانات وامتيازات، رفض بكل شموخ. قالها بوضوح: “المؤمن لا يُلدغ من الجحر مرتين… لقد خبرناكم وعرفنا حقيقتكم.” تلك الكلمات لم تكن مجرد موقف، بل عقيدة وطنية دفع ثمنها حياته.
الشهيد القائد علي ناصر هادي وُلد في محافظة أبين، المحافظة التي أنجبت رجالات الدولة والقيادة، ونشأ في بيئة متشبعة بالقيم القبلية والوطنية والعسكرية،التحق مبكرًا بالقوات المسلحة، وتميز بقدرات قيادية فذة، حتى تبوأ مناصب عسكرية رفيعة، أبرزها قيادة المنطقة العسكرية الرابعة. وخلال كل محطاته، ظل وفيًا للعقيدة العسكرية، ومخلصًا لقضية شعبه، متواضعًا في حضوره، جريئًا في قراره، صلبًا في مواجهته.
واليوم، ونحن نُحيي الذكرى العاشرة لاستشهاده، فإننا لا نُحيي ذكرى رجل فقط، بل نستحضر مدرسة قيادية من الطراز الرفيع،مدرسة تؤمن بأن القادة الحقيقيين يصنعون التاريخ من قلب الميدان، لا من خلف المكاتب، وبأن دماء الأبطال وحدها من ترسم حدود الوطن وتصون كرامته.
الرحمة والخلود للشهيد القائد علي ناصر هادي، والخزي والعار لكل من تآمر على هذه الأرض.