تعدّ الحصول على تعليم جيد حقًا أساسيًا لتطوير المجتمعات وبناء مستقبل أفضل، ومع ذلك، يتعرض طلاب الكليات في عدن لمعاناة جراء ارتفاع أجور المواصلات، وخاصة في الكليات البعيدة مثل كلية الهندسة التي تقع غربي عدن.
بدون شك، يواجه الطلاب صعوبات كبيرة في الوصول إلى كلياتهم بفعل تكاليف المواصلات المرتفعة، فالعديد من الطلاب يعيشون في مناطق بعيدة عن الكليات، وبالتالي يحتاجون إلى وسيلة مواصلات يومية، ومنذ فترة، قام المحافظ أحمد لملس بإصدار توجيهات لمكتب النقل في عدن لتوفير باصات النقل الجماعي التي تم تقديمها من قبل الإمارات، بهدف تسهيل نقل الطلاب من جولة كالتكس إلى كليات الاقتصاد والهندسة والعكس.
لكن، تواجه هذه البادرة صعوبات عدة تفوق قدرة الطلاب، فبعض الطلاب مضطرون لدفع مبالغ تصل إلى 2000 ريال لاستئجار الباصات الصغيرة الخاصة بنقلهم، وهذا المبلغ لا يتوفر لدى العديد من الأسر، فكيف يمكن للأسر توفير مبالغ تعليمية لا تستطيع تحملها؟ إنها مشكلة تستدعي تدخلاً سريعًا من السلطة المحلية لدعم مشروع توصيل الطلاب.
تعدّ المشكلة بالفعل ضغطًا كبيرًا على الطلاب وأسرهم، فقد يكون لدى الطلاب الرغبة والحماس للتعلم والنجاح، ولكنهم يجدون أنفسهم في مواجهة التحديات المادية التي تعيق تحقيق أحلامهم الأكاديمية، وبالتالي، تتحمل السلطة المحلية مسؤولية كبيرة لتوفير الدعم اللازم لهؤلاء الطلاب الذين يعدون مستقبل المدينة والبلاد.
يجب أن تكثف السلطة المحلية جهودها لتوفير حلول فعالة لمعاناة طلاب الكليات في عدن، يمكن أن تشمل هذه الحلول تخصيص ميزانية إضافية لدعم توصيل الطلاب، وتعزيز التعاون مع الشركات الخاصة لتوفير وسائل نقل ميسرة وبأسعار معقولة، وتسهيل إجراءات الحصول على تذاكر مواصلات بأسعار مخفضة للطلاب.
بالنهاية، يتطلب تعليم جيد جهودًا مشتركة من الجميع، بما في ذلك الحكومة المحلية والمؤسسات التعليمية والأسر والمجتمع بأسره، يجب أن يكون لكل طالب فرصة الوصول إلى التعليم بشكل عادل ومناسب، بغض النظر عن موقعه الجغرافي أو الظروف المادية التي يعيشها، فقط من خلال ضمان الوصول العادل للتعليم يمكننا أن نبني مستقبلًا مشرقًا للشباب والمجتمع.
#صالح_العبيدي