ما يزال الحوثيون يراهنون على الدعم الإيراني رغم التصدعات العميقة التي أصابت ما يسمى بمحور المقاومة، خاصة بعد المتغيرات الأخيرة في المنطقة.
إيران نفسها تواجه حالة من الوهن والارتباك، إثر مقتل حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، وعجز الحزب عن الصمود أمام الضربات الإسرائيلية المتواصلة.
وفي سوريا، سجل التاريخ انتصارات متتالية للثوار أدت إلى انهيار نظام بشار الأسد، وهروبه مع عائلته إلى روسيا، تاركًا خلفه شعبًا دفع فاتورة قمعه ونظامه الطائفي. هل أدرك الحوثيون الدرس السوري؟ ذلك البلد الذي يعد أقرب إلى إيران جغرافيًا وسياسيًا من اليمن، ومع ذلك لم تُفلح "محور المقاومة" في إنقاذ الأسد من مصيره المحتوم.
الا يدرك الحوثي ان بشار خذلته وباعته ايران في وضح النهار ؟! و لم تشفع له حدوده المشتركة معها ، ولا قوات "الحشد الشيعي " القريبة منه ، ولا ميليشيات حزب الله ذات التسليح العالي كما تزعم .
فكيف للحوثي أن يعقد آمالًا واهية على الدعم الإيراني وهو أكثر عزلة وتراجعًا على الصعيدين الدولي والإقليمي؟
لقد ساندت دول قوية بشار الاسد بالسلاح الجوي والعتاد العسكري وانتظرها في ايامه الاخيرة وقال اكثر من مرة مستنجدا : إن الحلقاء قادمون وانهم لن يخذلوه ولكنهم خذلوه وتركوه في مواجهة مصيره فماذا لدى الحوثي من علاقات دولية حتى يستند عليها ؟ وقد جلب سخط المجتمع الدولي برمته وهو يستهدف السفن ويتقرصن في البحر على خطوط التجارة العالمية ؟
وإن كان الحوثيون اليوم يتباهون بخطابات عن قوتهم العسكرية وقدرتهم على تسليح آلاف من المقاتلين منذ السابع من أكتوبر من السنة الماضية ، فالتاريخ يقول : إن الأسد، الذي حكم سوريا لعقود قد شكل جيشًا عقائديًا من طائفته العلوية وإن جيشه لم يصمد أمام الثورة سوى أيام معدودات . فما هي قوات الحوثي الذي يراهن عليها وهو من خذل الشعب وباع لهم الاوهام وترك في كل منزل غرفة عزاء ؟
بينما كان يستند الأسد إلى شرعية دستورية اعترفت بها بعض الدول، لا يحظى الحوثي بأي اعتراف عربي أو دولي.
فهو في نظر الشعب والدستور اليمني، والجامعة العربية و المجتمع الدولي، مجرد انقلاب مسلح ساعدته هشاشة الدولة وصراعاتها الداخلية على البقاء .
تهاوت منظومة إيران التي رعتها لعقدين من الزمن في غضون أيام ، وشهدنا في سوريا عودة عشرات الآلاف من المهجرين إلى ديارهم بعد أن أسقطوا رمزية النظام الجائر الذي شردهم، واستعاد الشعب زمام المبادرة بعدما أنهكته آلة القمع والدمار .
وعلى الحوثي ان يستعد لغضبة الشعب فهي اقوى من الأرتال العسكرية ، والطائرات المقاتلة ، والقوات المساندة ، وأشد من تحالفات القوى الإقليمية والدولية.
لكن خطابات زعيم المليشيات التي تتجاهل القراءات هذه كلها تدفعك لمراجعة سنة الله الكونية في الظالمين من عهد فرعون الى عهد الحوثي ، فالله لا يهدي القوم الظالمين، ولا يرشدهم إلى ما فيه خيرهم ونجاتهم.
و على الحوثي ومليشياته أن يقلبوا في صفحات التاريخ جيدًا، فدروسه شاهدة على مصائر كل الطغاة، وحتمًا ستأتي لحظة الحساب.
#لن_تنسى_جرائم_الحوثي
#Wont_Forget_Houthis_Crimes