من الصعب هذه الأيام ان تجد صوتا يقنعك من أول وهلة .. صوت يأسر روحك ويسافر بها الى حيث تريد بسلاسة وشغف.
لكنها حدثت معي ومع كل من استمع للفنان الشاب معاذ الاصبحي .. انه يمتلك صوتا كلاسيكيا أخاذ وحنجرة مخملية تأخذك إلى عالم آخر .. تأخذك إلى زمن اصوات الفن الجميل والعصر الذهبي.
عندما سمعته للمرة الأولى وهو يتألق بأغنية (مستنياك) للفنانة التونسية عزيزة جلال في مسرح حديقة عدن نيو انبهرت من جمال صوته وإحساسه العالي وقدرته على إيصال المشاعر الى قمتها حين يعطي كل حرف حقه من الموسيقى والاحساس.
معاذ يمتلك طبقات صوت متنوعة ترتفع كأمواج البحر وتهبط كنسماته، حين تستمع له لا تريد للأغنية ان تنتهي ، وعندما ينتهي من الغناء تسمع روح تقول يا سلاااام.
يطربك وهو يغني بفرقة موسيقية حيث يضيف لها بُعد وافق مليء بالإحساس والابداع، ويطربك وهو يغني منفردا بدون أي آلة موسيقية ... مؤخرا استمعت له أثناء بروفات احتفالات مكتب الثقافة العيدية، وكنت منبهرة بما يمتلكه من ابداع.
سعدت كثير بالاستماع ودار حوار سريع وطرحنا أسئلة مشروعة اتمنى أن أجد لها إجابة عند القائمين على الثقافة وإدارتها والقنوات الفضائية، ومنها صوت مثل هذا ما هو مصيره في ظل تهميش المواهب وعدم الاهتمام بها؟!
لدينا عدد قنوات فضائية ..لماذا لا تهتم بمثل هذه الأصوات الجميلة ؟
وبالعودة الى الاحتفال العيدي .. لماذا لا يتم تجهيز فرقة موسيقية تتناسب مع صوت الاصبحي وأداءه كبقية الفنانين الذي يقدم لهم دعوة للمشاركة وتُمنح لهم امتيازات كبيرة من ابناء البلد وكذا من أبناء خارج البلد .
في حال تم دعم معاذ الأصبحي للمشاركة في أي مسابقة ، انا واثقة من ان صوته سيفتن أي لجنة تحكيم ومشاركات ستحصد أصوات الناس وسيحقق الإنجاز الذي يسعى اليه كل فنان وسنتباهى به في الخارج قبل الداخل.
إذا لم يلق معاذ الاصبحي الاهتمام المطلوب وينجو من جلباب المحاباة والوساطة سيظلم مثل أصوات كثيرة سبقته ورموا بها الى المجهول في ظل عدم وجود من يقدر ويفهم بالفن والإبداع والإحساس العالي.