انطلق حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس اليوم الجمعة بتصور خيالي لعدم سير عملية وصول الشعلة الأولمبية لمقر الحفل قبل العرض المبهر على نهر السين.
وظهر نجم كرة القدم الفرنسي الشهير زين الدين زيدان وهو يركض عبر باريس في مقطع فيديو مسجل مسبقًا ليصل بالشعلة إلى مترو الأنفاق الذي تعطل، ليسلمها إلى أطفال صغار يركبون قاربًا عبر نهر السين.
انتشرت قوات ضخمة من رجال الشرطة في باريس بعد ساعات فقط من هجوم تخريبي استهدف شبكة القطارات فائقة السرعة في البلاد، مما كشف عن مخاطر أمنية في وقت تتصاعد فيه التوترات الجيوسياسية. تسببت هذه الهجمات المنسقة في تعطل كبير لبعض خطوط السكك الحديدية الأكثر ازدحامًا في فرنسا وسلطت الضوء على المخاطر الأمنية في وقت تتجه فيه كل الأنظار إلى البلاد.
لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات التي وقعت بعيدًا عن باريس وباقي المدن الأولمبية.
أسطول زوارق
يتضمن الحفل أسطولًا من الزوارق تحمل ما يقرب من سبعة آلاف رياضي في النهر بالقرب من بعض المعالم الأكثر شهرة في باريس. ارتفع عمود ضخم من الدخان بالألوان الأزرق والأبيض والأحمر أعلى جسر فوق النهر مع بدء انطلاق الحفل. قالت أليز بوكراس (17 عامًا): "نحن متحمسون للغاية، إن ذلك يحدث مرة واحدة في العمر".
وقال مانو البالغ من العمر تسع سنوات، والذي يستعد لمشاهدة الحفل مع والدته: "إنها فرصة رائعة أن أكون هنا".
كانت الأمطار تهطل بشكل متقطع في وقت سابق اليوم في باريس، وتوقع خبراء الأرصاد الجوية هطول أمطار غزيرة لدرجة أن أحدهم وصف الأمر "بالكارثة" بالنسبة للحفل الذي يقام في الهواء الطلق. قالت فلافيا ميرلوزي، طالبة الزراعة: "الأمطار لن تمنعني من تشجيع الألعاب الأولمبية، فالرياضة هي كل شيء بالنسبة لي وسأفعل كل شيء من أجل مشاهدة هذا".
وظلت التفاصيل سرية، بما في ذلك بعض الفنانين المشاركين في الحفل ومن سيكون آخر من يحمل الشعلة ويشعل المرجل الأولمبي إيذانًا ببدء الألعاب الأولمبية. لكن في إشارة إلى ما يمكن أن يحدث في الحفل، رأى مراسل رويترز نجمة البوب ليدي غاغا في قلب باريس وهي تغني أغنية فرنسية كلاسيكية من القرن العشرين. وسط شائعات عن إمكانية مشاركة المطربة الكندية الشهيرة سيلين ديون أيضًا في الحفل، قالت شانتال بوفيه، إحدى المتفرجات، إنه سيكون من "الساحر" مشاهدتها.
وهذه هي المرة الأولى التي يقام فيها حفل افتتاح الأولمبياد خارج استاد.
انتشر نحو 45 ألف شرطي وآلاف الجنود في عملية أمنية ضخمة في باريس لتأمين حفل الافتتاح. بعد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الأخيرة في بكين عام 2022، اندلعت الحرب في أوكرانيا وغزة، مما جعل الألعاب الأولمبية تقام في أجواء متوترة.
فرضت فرنسا أعلى تأهب أمني، رغم أن المسؤولين قالوا مرارًا إنه لا يوجد تهديد محدد لحفل الافتتاح أو المنافسات. في الوقت ذاته، قال مسؤولون إن وحدات حماية من النخبة ترافق الرياضيين الإسرائيليين من المنافسات وإليها وتُوفر لهم الحماية على مدار 24 ساعة يوميًا طوال الألعاب الأولمبية.
سيحضر العشرات من زعماء العالم حفل الافتتاح الذي سيحميه قناصة من فوق أسطح المباني وسيتم إغلاق المجال الجوي لباريس.