مرة جديدة، تلقي المشكلات التنظيمية بظلالها على المناسبات الرياضية الكبرى، بعد سلسلة من الانتقادات التي طالت استضافة أولمبياد باريس 2024.
وتوسم المتابعون خيرًا حول إمكانية تنظيم الدورة الأولمبية الصيفية بأبهى صورة في العاصمة الفرنسية، بيد أن بعض المشكلات التنظيمية، أفسدت الجهود الضخمة التي بذلها الآخرون لإخراج المنافسات بصورة مميزة، خاصة في ظل حالة من التنافس الخفي بين الدول الغربية، ونظيراتها في الشرق الأوسط والشرق الأقصى.
مشكلات مستمرة
تأتي هذه المشكلات بعدما انتهت منافسات بطولة "يورو 2024" في ألمانيا الشهر الماضي، وسط بعض الانتقادات التي طالت شبكة المواصلات والحالة المرورية، والمخاوف الأمنية نتيجة لعدم قدرة مسؤولي الأمن في الملاعب على تقليل عدد حالات اقتحام المشجعين لأرضية الملعب خلال المباريات، إضافة إلى بعض الانتقادات المتعلقة بتسريب أسقف مدرجات الملاعب لمياه الأمطار الغزيرة.
لم يتوقف الأمر عند "يورو 2024"، حيث كان لبطولة كوبا أمريكا 2024 في الولايات المتحدة نصيبها من الهجمات الشرسة، وانصبت الانتقادات على أرضيات الملاعب التي تشبه أرضيات ملاعب كرة القدم الأمريكية، إلى جانب غياب الأمن في الملاعب، ما تسبب في مشاجرات عديدة على المدرجات، أبرزها في مباراة نصف النهائي بين كولومبيا، وأوروجواي.
أولمبياد في مرمى الانتقاد
في باريس، بدأت الانتقادات في حفل الافتتاح الذي أقيم في نهر السين، حيث لعبت الأمطار دورًا في ظهور الحفل بصورة باهتة نسبيا، كما انتشر الضجيج حول العروض الفنية التي بدا وكأنها لا تناسب حفلاً رياضيًا في المقام الأول.
إقامة منافسات الترايثلون في نهر السين أدى أيضا لسيل من الانتقادات، ويعود ذلك إلى تلوث مياه النهر نتيجة الأمطار الغزيرة، ما تسبب في مرض إحدى اللاعبات.
نضيف إلى ذلك، المستوى الضعيف للأمور اللوجستية وعناصر الضيافة في القرية الأولمبية التي يقيم فيها الرياضيون من مختلف دول العالم، واشتكى البعض من صغر الأسرّة وتواضع جودة الطعام المقدم، فيما لجأ آخرون إلى الإقامة خارج القرية على حسابهم الشخضي أو حساب بعثات بلادهم، للحصول على نوم هادئ وغذاء مناسب.
وتأتي الانتقادات بحق هذه المناسبات الثلاث الكبرى، بعد استضافة شبه مثالية من قطر لمنافسات كأس العالم 2022، حيث ظهرت الملاعب بجودة عالية تصعب مجاراتها، فيما كانت شبكة المواصلات آمنة ويسيرة، سهلت على الجمهور متابعة أكثر من مباراة في يوم واحد.
تخوفات مونديالية
ووسط هذه الانتقادات المتتالية، تنتشر المخاوف بشأن إمكانية نجاح الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، في استضافة منافسات كأس العالم 2026، خصوصا وأن البروفة الأولى عبر استضافة كوبا أمريكا هذا العام، لم تلق النجاح المنتظر.
وهناك عمل كبير ينتظر المنظمين، خصوصا في الولايات المتحدة التي باتت مطالبة بتغيير أرضيات الملاعب لتصبح أكثر ملاءمة لنجوم كرة القدم، وتبقى المسائل اللوجستية هاجسا، خصوصا وأن هناك قلقا من إمكانية تفاوت جودة المواصلات وقوة النواحي الأمنية بين البلدان الثلاثة المستضيفة للحدث.