يعتزم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأعضاء من القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية زيارة قطاع غزة، في محاولة لإثبات الحضور ووضع نفسه في قلب الحراك الخاص بالهدنة، في وقت ترفض إسرائيل السماح له بدخول القطاع.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) "شرعت القيادة الفلسطينية بتحركاتها واتصالاتها على مستوى العالم، للتحضير لتوجه الرئيس محمود عباس وأعضاء القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة".
وأوضحت أن الزيارة تهدف إلى أن "يكون الرئيس والقيادة مع أبناء شعبنا الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية هناك".
كما تهدف إلى "التأكيد على أن دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية هي صاحبة الولاية والمسؤولية على أرض دولة فلسطين كافة، والعمل على استعادة الوحدة الوطنية"، وفق الوكالة.
ومنذ بدء الحرب على غزة، برزت أحاديث عن شكل إدارة القطاع في اليوم التالي للحرب، وكان محور نقاش في لقاءات مسؤولين أميركيين وإسرائيليين.
وطُرحت خلال هذه اللقاءات خطط لإدارة دولية لقطاع غزة، في وقت أعلن فيه مسؤولون إسرائيليون مرارا رفضهم تولي السلطة الفلسطينية إدارته.
وتمهيدا لزيارة غزة، حسب الوكالة، "تم التواصل مع الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، والأشقاء في الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، وغيرها من الدول والقوى الهامة في العالم".
وزادت بأن هذه التحركات والاتصالات تهدف إلى "ضمان نجاح هذه الخطوة، وتوفير الدعم والمشاركة (...) وكذلك تم إبلاغ إسرائيل بذلك".
وفي المقابل، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول إسرائيلي قوله "لن نسمح لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالذهاب إلى قطاع غزة".
كما كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية أن زيارة عباس إلى غزة "من غير المرجح أن تتم في المستقبل القريب".
والخميس الماضي، أعلن عباس، في كلمة بالبرلمان التركي اعتزامه وكل أعضاء القيادة الفلسطينية زيارة قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة للشهر الحادي عشر على التوالي.
وقال عباس في كلمته "سأعمل بكل طاقتي لنكون مع أبناء شعبنا، فحياتنا ليست أغلى من حياة أي طفل فلسطيني، فنحن نطبق أحكام الشريعة الإسلامية، فإما النصر أو الشهادة".
ودعا عباس "قادة دول العالم والأمين العام للأمم المتحدة لمشاركتنا في هذا القرار، وتأمين وصولنا إلى قطاع غزة، وستكون وجهتي بعدها إلى القدس الشريف، عاصمة دولتنا الفلسطينية".
وتسيطر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على غزة منذ عام 2007 في أعقاب اشتباكات مسلحة مع حركة فتح التي يتزعمها عباس. ومنذ ذلك الحين تفرض إسرائيل على القطاع حصارا صارما.
ويحاول عباس بهذا التحرك أن يضع نفسه في قلب الحراك الخاص بالهدنة، وخاصة اجتماع الدوحة الذي ينتظر أن يخرج بنتائج تعبد الطريق لوقف إطلاق النار، ولو بشكل مؤقت، وضبط خطى تفصيلية لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وأعداد من الأسرى الفلسطينيين.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر عندما شنت حماس هجوما عبر الحدود قالت إسرائيل إنه أدى إلى مقتل 1200 واحتجاز نحو 250 رهينة.
وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ ذلك الحين حصدت أرواح أكثر من 40 ألف فلسطيني أغلبهم من المدنيين وتسببت في دمار واسع بالقطاع.
وتعود آخر زيارة قام بها عباس لغزة إلى عام 2006، قبل انهيار حكومة وحدة وطنية فلسطينية؛ تحت وطأة ضغوط إسرائيلية وخلافات فلسطينية.
ومنذ 2007، تعاني الأراضي الفلسطينية انقساما سياسيا وجغرافيا، حيث تسيطر حماس وحكومة شكلتها على قطاع غزة، بينما تدير حكومات تشكلها حركة فتح، بزعامة عباس، الضفة الغربية المحتلة.
وعقدت لقاءات وحوارات عديدة أسفرت عن توقيع اتفاقيات لإنهاء الانقسام الفلسطيني، لكنها لم تنفذ، وأحدثها "إعلان بكين" في 22 يوليو الماضي.
واتفقت الفصائل الفلسطينية في العاصمة الصينية على "الوصول إلى وحدة وطنية فلسطينية شاملة تضم القوى والفصائل كافة في إطار منظمة التحرير، وتشكيل حكومة توافق وطني مؤقتة".