نعت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح الفلسطينية، في بيان الأربعاء أحد قادتها خليل المقدح، بعد مقتله بضربة اسرائيلية في جنوب لبنان، مشيدة بدوره "الكبير" في دعم العمليات العسكرية ضد اسرائيل في الضفة الغربية المحتلة.
والمقدح هو أول مسؤول من حركة فتح يُقتل بضربة اسرائيلية في لبنان، منذ بدأ حزب الله واسرائيل في الثامن من أكتوبر تبادل القصف عبر الحدود، غداة بدء الحرب في قطاع غزّة إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على جنوب الدولة العبرية.
ونعت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح في بيان "الشهيد القائد البطل" خليل المقدح "الذي ارتقى شهيدا في عملية إغتيال جبانة نفذتها طائرات الغدر الصهيونية".
وأشادت "بالدور المركزي" الذي لعبه "في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته خلال معركة طوفان الأقصى"، وكذلك بـ"دوره الكبير في دعم خلايا المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني على مدار سنوات طويلة في الضفة (الغربية) الباسلة".
وبينما تسيطر حركة حماس على قطاع غزة، تدير حركة فتح السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة، قتل 635 فلسطينيا على الأقل برصاص القوات الإسرائيلية ومستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، وفقا لإحصاء أعدته وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى أرقام فلسطينية رسمية.
وقُتل ما لا يقل عن 18 إسرائيليا، بينهم جنود، في هجمات فلسطينية في الضفة الغربية خلال الفترة نفسها، وفقا لأرقام إسرائيلية رسمية.
وإثر الاستهداف، أكد أمين سرّ حركة الفصائل الفلسطينية في لبنان فتحي أبوالعردات ومصدر أمني لبناني لوكالة الصحافة الفرنسية مقتل خليل المقدح في ضربة اسرائيلية على مدينة صيدا، ذات الغالبية السنية والبعيدة نسبيا عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية عن ضربة نفّذتها "مسيّرة على سيارته".
وخليل المقدح، هو شقيق القيادي البارز في حركة فتح اللواء منير المقدح الذي يشغل منصب قائد كتائب شهداء الأقصى في لبنان.
وأكد منير المقدح لقناة "الميادين" التلفزيونية التي تتخذ في بيروت مقرا، مقتل شقيقه. وقال إن "الاغتيالات تزيدنا صلابة".
وأضاف أن خليل "عميد في حركة فتح، وكان مسؤولاً عن إمداد المقاومة في الداخل الفلسطيني"، مهدداً بالرد على اغتيال شقيقه "في الداخل الإسرائيلي".
ووفقاً لتصريحات المقدح، فإن شقيقه كان شخصية عسكرية منذ ستينيات القرن الماضي، ومن أبرز القيادات العسكرية في "كتائب شهداء الأقصى". وأضاف أنه كان "مسؤولاً عن التجهيز اللوجستي لكتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية".
وشوهدت في صيدا سيارة رباعية الدفع تندلع فيها النيران بعد استهدافها. وقال إن رجال الإسعاف انتشلوا جثة من داخلها. كذلك، اندلعت النيران في سيارة مجاورة جرّاء الضربة
واستُهدفت السيارة على طريق يؤدي الى مخيم المية والمية للاجئين الفلسطينيين شرق صيدا التي يقع فيها أيضا مخيم عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وإثر تداول مقتل المقدح، تجمّع العشرات من عناصر فتح الغاضبين داخل مخيم عين الحلوة، على وقع إطلاق رصاص متفرق شجباً لمقتله.
وأتى استهداف المسؤول في حركة فتح بعد مقتل عنصر لحزب الله بوقت سابق اليوم الأربعاء أيضا في الجنوب، وبعد أسابيع على اغتيال إسرائيل في التاسع من أغسطس الحالي المسؤول في حماس، سامر الحاج في صيدا أيضا.
ونعى الحزب، في بيان، حسين محمد مصطفى (ضياء) من بلدة بيت ليف جنوبي لبنان، و"الذي ارتقى على طريق القدس".
وهذا القتيل هو الخامس لحزب الله منذ الثلاثاء، حيث أعلن الحزب عن مقتل 4.
ومنذ الثامن من أكتوبر، غداة بدء الحرب في قطاع غزّة إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على جنوب الدولة العبرية، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف يوميا.
وقال الحزب إنه فتح الجبهة "إسنادا لقطاع غزة". وتعلن بين الحين والآخر مجموعات أخرى حليفة لحزب الله، بينها حركة حماس، إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، بينما تنأى حركة فتح إجمالا بنفسها عن العمليات العسكرية.
ومنذ بدء التصعيد، قتل 593 شخصاً في لبنان، بينهم 383 مقاتلاً من حزب الله إضافة الى 130 مدنياً، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استناداً الى بيانات لبنانية رسمية ونعي حزب الله ومجموعات أخرى.
ويعتبر هذا الاستهداف الأول من نوعه الذي يطال قيادات في حركة فتح و"كتائب شهداء الأقصى" في لبنان، حيث كان يتركز الاستهداف الإسرائيلي في الفترة الماضية على قيادات حركة حماس في لبنان، والجماعة الإسلامية المرتبطة بها.
ويذكر أن منير المقدح، وهو "لواء في حركة فتح" له حضور كبير في مخيم عين الحلوة بصيدا، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وكان يجاهر خلال فترات سابقة بدعمه لمقاتلي "كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية"، وبأنه يمدهم بالأموال، وأحيانا بتهريب السلاح.
وسابقاً، أعلنت إسرائيل عن توقيف خليّة تابعة للمقدح خلال تسللها إلى الداخل، وضبطت معها كمية من الأسلحة.
وقالت في بيان صادر في مارس الماضي، إن "جهاز الأمن العام وجيش الدفاع أحبطا تهريب وسائل قتالية متطورة يعود مصدرها إلى إيران، والتي كانت مخصصة لمناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، بغية ارتكاب عمليات إرهابية ضد الأهداف الإسرائيلية".