أفادت مصادر أمنية أن تحطم طائرة الهليكوبتر الذي أسفر عن مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجية أمير حسين عبداللهيان في مايو الماضي سببه الظروف الجوية وعدم قدرة الطائرة على تحمل الوزن الذي كان على متنها وذلك وفقا للنتائج النهائية للتحقيق وذلك وفق ما أكدته وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية الأربعاء.
وذكر تقرير مبدئي صدر عن الجيش الإيراني بعد الحادثة مباشرة أنه ليس هناك ما يشير إلى شبهة أو هجوم خلال التحقيقات في ملابسات تحطم الطائرة.
وقال المصدر الأمني المطلع للوكالة التي لم تذكر اسمه "التحقيق في واقعة تحطم هليكوبتر آية الله رئيسي اكتمل... هناك يقين تام بأن ما جرى كان حادثة".
وأشارت إلى أن المصدر أضاف أن سببين تحددا للحادثة وهما أن ظروف الطقس أو الأحوال الجوية وقتها لم تكن مناسبة وكذلك عدم قدرة الطائرة على تحمل الوزن مما أدى إلى اصطدامها بجبل.
وتابعت أن "التحقيقات أشارت كذلك إلى أن الطائرة الهليكوبتر كانت تقل شخصين أكثر من العدد الذي توصي به البروتوكولات الأمنية".
وستثير هذه المعطيات الكثير من الجدل وكذلك الاستفسارات والتساؤلات حول ظروف سلامة الطائرات الرئاسية في إيران التي تتفاخر دائما بتصنيعها العسكري وإنتاج الطائرات الحربية والمروحيات والمسيرات الحديثة وحتى الصواريخ فرط صوتية.
والرواية مثيرة للسخرية خاصة وان الطائرة الرئاسية يجب أن تكون وفق ضوابط سلامة معينة وخاضعة لرقابة وصيانة مستمرة ما يزيد الشكوك حول حقيقة سقوط الطائرة في ظل الخروقات الاستخباراتية التي تتعرض لها إيران.
ومثل اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة طهران وفي مقره المحصن من قبل الحرس الثوري دليلا على ضعف المؤسسات الأمنية والعسكرية والاستخبارات الإيرانية رغم الوعيد والتهديد الإيراني المتكرر للقوى الغربية ولإسرائيل.
وكانت تقارير إعلامية تناولت إمكانية تورط أجهزة مخابرات دولية بما فيها جهاز الموساد في عملية اسقاط الطائرة في خضم التوتر بين طهران وتل ابيب على خلفية حرب غزة لكن ذلك لم يثبت قطعيا من مصدر رسمي لتستبعد النتائج الحالية للتحقيقات حول ملابسات سقوط المروحية هذا التوجه.
واستند البعض من الرأي المؤيد لنظرية الاغتيال إلى المنطقة التي سقطت فيها المروحية القادمة من أذربيجان التي ترتبط بعلاقات مع إسرائيل والتي تتهمها طهران بالتحول الى مركز لأجهزة الموساد الإسرائيلي وتهديد أمنها القومي.
واشاع الوضع الداخلي أيضا احتمالات ربطت بين حادث سقوط المروحية والنقاش المحتدم حول خلافة المرشد الأعلى علي خامنئي حيث ينقسم النظام السياسي في إيران بين المؤسسة الدينية والحكومة، ويكون للزعيم الأعلى وليس الرئيس القول الفصل في جميع السياسات الرئيسية.
ويرى كثيرين أن رئيسي منافس قوي لخلافة الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي (85 عاما) الذي يؤيد بقوة سياساته الرئيسية.
ويأتي احتدام الصراع على منصب المرشد في وقت يحظى مجتبى نجل المرشد الحالي، بتأييد الأجهزة الأمنية و"الحرس الثوري" لخلافة والده، وأدى دعم هذه الأجهزة لمجتبى إلى بروز خلافات بين أنصاره وأتباع رئيسي من عناصر التيار الأصولي.
وارتبط اسم إبراهيم رئيسي بأكثر من حدث لافت وهو جعل الأضواء تسلط عليه. ربما الأكثر إثارة للجدل التسجيل الصوتي لنائب الخميني حسين علي منتظري حول إعدامات 1988 وكان رئيسي أحد "الفرسان الأربعة" في "فرقة الموت" الذين نفذوا أوامر الخميني في أكبر موجة إعدامات استهدفت نحو 3800 سجين سياسي أغلبهم دون سن 25 سنة.
ويعتقد في المقابل أن العقوبات على إيران والتي أثرت سلبا على قطاع الطيران وخاصة استيراد قطع الغيار تسببت في سقوط المروحية حيث تكررت مثل هذه الحوادث في السنوات الأخيرة حيث راح ضحيتها مسؤولون عسكريون وسياسيون.