جددت مصر، الاثنين، رفضها أي وجود إسرائيلي في معبر رفح أو محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، مؤكدةً أنها أبلغت "جميع الأطراف المعنية بعدم قبولها ذلك".
ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية"، عن مصدر مصري رفيع المستوى، قوله إن "مصر تدير الوساطة بين طرفي الصراع في غزة، بما يتوافق مع أمنها القومي، ويحفظ حقوق الفلسطينيين"، مشيراً إلى أن "الوفد المصري يبذل قصارى جهده لتحقيق قدر من التوافق بين الطرفين، وينسّق جهوده مع الشركاء في قطر والولايات المتحدة".
وتتمسك القاهرة بموقفها في الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا، ومعبر رفح، كما أكد مسؤولون إسرائيليون وأميركيون، مرات عدة، أن المصريين رفضوا بقاء القوات الإسرائيلية.
كما نفى مصدر مصري رفيع المستوى، الأسبوع الماضي، ما تردد عن موافقة القاهرة على بقاء القوات الإسرائيلية في فيلادلفيا أو معبر رفح، وشدد على تمسك مصر بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من المحور والمعبر.
8 نقاط عسكرية
وكشفت مصادر قريبة من مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة والتي تجري في القاهرة لـ"الشرق"، الأحد، أن الوفد الإسرائيلي طالب ببقاء 8 نقاط عسكرية لقواته على محور فيلادلفيا، في المرحلة الأولى من اتفاقية الهدنة وتبادل الأسرى، قبل أن يوافق أثناء المفاوضات في القاهرة على خفض العدد إلى 5 نقاط.
وقالت المصادر، إن حركة "حماس" تصر على انسحاب إسرائيلي تام من هذا المحور مستندة في ذلك إلى عدة عوامل، منها إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في وقت سابق ألا أهمية أمنية للوجود العسكري على هذا المحور في هذه المرحلة، وأن الجيش "يمكنه العودة إليه مستقبلاً إذا اقتضت الحاجة".
وذكر مسؤول في "حماس" لـ"الشرق"، أنه من الناحية العملية يمكن للجيش الإسرائيلي العودة إلى هذا المحور، أو إلى أي موقع في أي وقت بالقوة العسكرية، لكنه يطالب بإقرار الحركة ومصر بهذا الوجود، وترسيمه في اتفاق يعقد تحت إشراف أميركي ومصري وقطري "لكي يجعل من وجوده الاحتلالي في هذه النقطة الحدودية الحساسة شرعياً".
يصل وفد إسرائيلي إلى القاهرة الخميس، لإجراء مباحثات مع الجانب المصري حول محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وغزة، ومعبر رفح حاملاً طرحاً جديداً في الملفين.
وقالت المصادر، إن هناك اقتراحات لسد الفجوات بين مواقف الطرفين في القضايا العالقة مثل إدارة معبر رفح، والرقابة على النازحين العائدين من الجنوب إلى الشمال، وأعداد الأسرى الفلسطينيين الذين تتحفظ إسرائيل على إطلاق سراحهم وغيرها، مؤكدة "وجود فرصة للتوصل إلى اتفاق في حال تراجع إسرائيل عن مطلبها التواجد على محور فيلادلفيا".
ولفتت المصادر، إلى أن هناك موافقة إسرائيلية مبدئية على تواجد موظفين من السلطة الفلسطينية على معبر رفح، خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تستمر 6 أسابيع للمساعدة على نقل الجرحى من الفصائل الفلسطينية إلى الخارج، ودخول المساعدات الإغاثية وغيرها. ووضعت إسرائيل بعض الشروط مثل عدم رفع العلم الفلسطيني على المعبر خلال هذه المرحلة وهو ما يرفضه الجانب الفلسطيني.
وانتهت جولة المفاوضات في القاهرة، الأحد، وغادر الوفد الإسرائيلي لبحث المقترحات المقدمة مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وقالت المصادر: "هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق فقط في حال تراجع إسرائيل عن موقفها من التواجد على محور فيلادلفيا، لكن إذا استمرت بتمسّكها بهذا المطلب، فإن إسرائيل ستٌفشل المفاوضات".
مطالب مصرية بضمانات أميركية
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت، الخميس الماضي، عن مسؤولين مصريين قولهم إن المفاوضين الإسرائيليين قدموا لمصر مقترحاً، في الآونة الأخيرة، بإنشاء 8 أبراج مراقبة على طول محور فيلادلفيا، وأشار المسؤولون المصريون، إلى أن الولايات المتحدة حاولت تقديم "تنازلات" لمصر عبر اقتراح إقامة برجين فقط، ولكن مصر رفضت العرضين، قائلة إن أي عدد من الأبراج يمنح الجيش الإسرائيلي وجوداً دائماً في المنطقة.
وتسعى مصر إلى طلب "ضمانات أميركية" بأنه حتى إذا غادرت إسرائيل المحور في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي يفترض أن ينقسم إلى 3 مراحل، فإنها لن تعود في مرحلة لاحقة إذا تعثرت العملية، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال"