تمسك نتنياهو بالسيطرة على محور فيلادلفيا قرار عسكري غير مسموح بتغييره

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين إن القوات الإسرائيلية يجب أن تحتفظ بالسيطرة على محور فيلادلفيا، في إشارة واضحة إلى أن رفض الانسحاب الإسرائيلي من المحور قرار نهائي، وهو لا يخص نتنياهو لوحده بل هو قرار عسكري ملزم له ولمختلف الوزراء والمسؤولين الإسرائيليين.
ولم يكن رئيس الوزراء الإسرائيلي ليستمر في التمسك بموقفه الرافض للانسحاب من محور فيلادلفيا لو كان الأمر يتعلق بمكابرة شخصية أو تقييم للموقف، فهذا يحصل في بداية المفاوضات.
◄ استمرار رفض نتنياهو رغم الضغوط السياسية والشعبية يظهر أن القرار مدعوم من قادة الجيش وليس موقفا شخصيا
وبعد مقتل الرهائن والاحتجاجات في الشارع ودعوة الهستدروت للإضراب والضغوط المختلفة كان نتنياهو سيتنازل عن تشدده بشأن المحور لو كان الأمر شخصيا، لكن استمراره في الرفض يظهر أن القرار مدعوم من قادة الجيش حتى وإن اختلف مع وزير الدفاع.
ويعزو المراقبون إصرار إسرائيل على التمسك بالمحور إلى اكتشاف عدة أنفاق نوعية كانت حماس قد حفرتها وجهزتها في السابق، والوقوف على صعوبة التزام مصر بمراقبتها ومنع تهريب الأسلحة عبرها.
ومحور فيلادلفيا منطقة عازلة عند الحدود بين غزة ومصر، ويعد نقطة شائكة رئيسية في محادثات وقف إطلاق النار.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي “تحقيق أهداف الحرب يمر عبر محور فيلادلفيا.. السيطرة على محور فيلادلفيا تضمن عدم تهريب الرهائن إلى خارج غزة”.
وأضاف “تحدثت عن أهمية محور فيلادلفيا قبل 20 عاما”، لافتا إلى أن المحور لم يتم الاستيلاء عليه منذ سنوات لأنه “لم تكن هناك شرعية دولية أو وطنية لاحتلال غزة والاستيلاء على رفح”، معتبرا أن “محور الشر يحتاج إلى محور فيلادلفيا ولنفس السبب يجب علينا السيطرة عليه”.
وتابع “تحقيق أهداف الحرب يمر عبر محور فيلادلفيا ولن ننسحب من هناك”.
ومضى ملمّحا إلى تصريحات وزير الدفاع يوآف غالانت الذي أكد أنه يمكن الانسحاب من فيلادلفيا خلال المرحلة الأولى من صفقة مع حماس والعودة إليه لاحقا.
وقال نتنياهو “أذهلتني الأصوات التي خرجت من وسطنا قائلة بعد قرار المجلس الوزاري السياسي الأمني (الكابينت) إنه يمكننا مغادرة فيلادلفيا”.
واعتبر أن من يقول ذلك “يشجع حماس على قتل المختطفين والحصول على تنازلات”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي الاثنين في مؤتمر صحفي “هؤلاء القتلة أعدموا ستّا من رهائننا، أطلقوا النار عليهم في مؤخر الرأس”.
وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عزالدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس الاثنين إن الحركة أصدرت تعليمات جديدة لحراس الرهائن بشأن التعامل معهم في حال اقتراب قوات إسرائيلية من مواقع الاحتجاز، محملا إسرائيل المسؤولية عن مقتل ست رهائن في الآونة الأخيرة.
وصادق مجلس الوزراء الأمني في إسرائيل نهاية الأسبوع على خرائط تحدد بقاء الجيش في محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة مع مصر.
وأكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” الجمعة الموافقة على الخطوة بعد تأييد أغلبية من ثمانية وزراء، وصوّت ضدها فقط وزير الدفاع يوآف غالانت، بينما كان من المثير امتناع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عن التصويت.
وتمثل هذه الموافقة مطبا جديدا في سلسلة العراقيل التي يضعها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من أجل عدم الوصول إلى صفقة إلا بشروط يرتضيها، وتحقق له جزءا من أهدافه الحيوية التي أعلنها عند اندلاع الحرب في غزة.
ويدعم التمسك بوجود قوات إسرائيلية في المحور حجج نتنياهو في هذا المضمار، ويخلق منغصا ويصدّر مشكلة لمصر تحولها من وسيط إلى طرف في أزمة معقدة، بالتالي دفعها لممارسة ضغوط على حماس للقبول بتقديم تنازلات في ملفات أخرى