خلال المناظرة الأولى التي جمعت كامالا هاريس ودونالد ترامب، كانت قضايا السياسة الخارجية من أبرز الموضوعات التي طُرحت للنقاش.
وفي حين اتهمت المرشحة الديمقراطية هاريس منافسها ترامب، بالتعامل بلطف مع الرئيس الصيني شي جين بينج وغيره من الرجال الأقوياء، سعى الرئيس السابق إلى تصوير هذه العلاقات على أنها قوة، مدعيًا أن الحرب في أوكرانيا لم تكن لتحدث وأيضا حرب غزة إن كان هو الفائز في انتخابات 2020، التي تفوق فيها الرئيس جو بايدن.
وركزت هاريس على التعهد بالوقوف إلى جانب الحلفاء، وقالت إنه في حال فوزها بالرئاسة ستضمن احتفاظ الولايات المتحدة بدورها ومسؤوليتها في النظام العالمي وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية التي سلطت الضوء على ما قاله المرشحان بشأن قضايا مثل الصين وأوكرانيا وغزة.
الصين
بدأ ترامب المناظرة بالترويج للتعريفات الجمركية التي اقترحها على الدول الأجنبية، وزعم أن الصين وشركاء تجاريين آخرين كانوا "يخدعوننا لسنوات"، في المقابل أشارت هاريس إلى العجز التجاري المتصاعد خلال فترة ولايته وقالت إن الرئيس السابق "دعا إلى حروب تجارية"، بينما "باع رقائق أمريكية للصين لمساعدتهم على تحسين وتحديث جيشهم".
وهاجمت هاريس منافسها الجمهوري لإشادته باستجابة الرئيس الصيني لتفشي فيروس كورونا في إشارة لمنشور ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي في يناير/كانون الثاني 2020، قال فيه: "لقد عملت الصين بجد لاحتواء فيروس كورونا.. تقدر الولايات المتحدة جهودهم وشفافيتهم بشكل كبير.. كل شيء سينجح.. وعلى وجه الخصوص، نيابة عن الشعب الأمريكي، أود أن أشكر الرئيس شي!" لطالما كان الافتقار إلى الوضوح حول كيفية بدء الوباء مصدرًا للتوتر بين البلدين".
وسعت هاريس أيضًا إلى تحويل تصريحات ترامب ضده، خاصة حول علاقاته مع الزعماء الذين تصفهم بـ"المستبدين|، مثل رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان والرئيس الروسي فلاديمير بوتن وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، وقالت إن هؤلاء يريدون عودة خصمها للبيت الأبيض لأنهم يستطيعون التلاعب به.
أوكرانيا
تجنب ترامب الإجابة على السؤال حول ما إذا كان يريد أن تفوز أوكرانيا بالحرب ورفض أن يقول ما إذا كان انتصارها يصب في مصلحة الولايات المتحدة واكتفى بالإشارة إلى أنه من مصلحة البلاد "إنهاء الحرب" قائلا "سأحسمها قبل أن أصبح رئيسًا"، دون تقديم تفاصيل حول كيفية تحقيق ذلك.
أما هاريس فقالت إنه "إذا كان دونالد ترامب رئيسًا، لكان بوتين يجلس في كييف الآن"، وأضافت أن الرئيس الروسي "سيضع أوروبا في عين الاعتبار بعد ذلك" كما اتهمت خصمها الجمهوري لاحقًا بالتخلي عن حلفاء الولايات المتحدة "من أجل الحصول على تأييد" ممن وصفته بأنه "ديكتاتور سيأكلك على الغداء".
وأعربت هاريس عن اعتقادها بأن السبب وراء قول ترامب إن الحرب ستنتهي في غضون 24 ساعة هو أنه "سيتخلى عنها ببساطة، وهذا ليس ما نحن عليه كأمريكيين" في حين سلطت الضوء على الدعم العسكري الكبير الذي تقدمه إدارة الرئيس جو بايدن لأوكرانيا.
غزة وإسرائيل
لم تنفصل هاريس كثيرًا عن الموقف الحالي لإدارة بايدن بشأن الحرب في غزة، حيث قالت إن "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها" وأضافت "لكن كيف تفعل ذلك مهم لأن عددًا كبيرًا جدًا من الفلسطينيين الأبرياء قُتلوا".
وأكدت هاريس دعمها لحل الدولتين ووصفت ترامب بأنه "ضعيف ومخطئ" عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية والأمن القومي.
وتبادل المرشحان الاتهامات الساخنة وزعم ترامب أن منافسته "تكره إسرائيل وتكره السكان العرب" وقال إنه إذا كان رئيسًا لم تكن لتندلع الحرب في غزة أو أوكرانيا.
أما هاريس فقالت "ما نعرفه هو أن هذه الحرب يجب أن تنتهي على الفور" وأكدت الحاجة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى.
وأضافت "الشيء الوحيد الذي سأؤكده لكم دائمًا.. سأمنح إسرائيل دائمًا القدرة على الدفاع عن نفسها، وخاصة فيما يتعلق بإيران وأي تهديد تشكله هي ووكلاؤها لإسرائيل".
الانسحاب من أفغانستان
تحدثت هاريس عن الانسحاب المثير للجدل للإدارة الحالية من أفغانستان في 2021 وأوضحت أنها تتفق في النهاية مع قرار بايدن بالانسحاب.
وقالت إن "4 رؤساء أمريكيون قالوا إنهم سيفعلون ذلك وفعلها جو بايدن والنتيجة أن دافعي الضرائب لا يدفعون 300 مليون دولار يوميًا كنا ندفعها مقابل تلك الحرب التي لا نهاية لها".
وهاجمت هاريس سمعة ترامب المزعومة كصانع صفقات وقالت إنه "تفاوض مباشرة مع منظمة إرهابية تسمى طالبان ووافق على إطلاق سراح 5000 من أعضائها" لكن الرئيس السابق دافع عن جهوده التفاوضية وقال إن خصومه "يتعاملون مع الأشخاص الخطأ" وزعم أنه لو كان قد فاز في 2020 لانسحب بسرعة أكبر.