ما زالت الحرب في غزة تلقي بظلالها على العلاقات الإسرائيلية المصرية التي تمر بأسوأ فتراتها.
وظهر بعد جديد للخلاف بين القاهرة وتل أبيب بسبب الحرب في غزة والإصرار الإسرائيلي على تواجد قوات في محور فيلادلفيا المحاذي للحدود المصرية مع قطاع غزة، رغم مخالفتها لاتفاقية السلام "كامب ديفيد" بين البلدين.
وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية فإن القاهرة لم توافق بعد على تعيين سفير إسرائيلي جديد لديها، خلفا للسفيرة أميرة أورون التي أنهت عملها وعادت إلى إسرائيل قبل أكثر من أسبوعين.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن "عدم تعيين سفير إسرائيلي في مصر يرجع إلى تأخير متعمد من جانب الحكومة المصرية"، فيما لم يصدر تعليق رسمي من المسؤولين في وزارة الخارجية المصرية حول الأمر بعد.
ورغم أن تل أبيب عينت أوري روثمان سفيرا جديدا لها في مصر، إلا أن القاهرة لم توافق بعد على تعيينه، وهو ما يعني أن التعيين "حاليا مجمد حتى إشعار آخر"، وفق الإعلام الإسرائيلي.
ويأتي ذلك في الوقت الذي نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مصادر سياسية مطلعة، قولها إن إسرائيل ستغير من استراتيجيتها وستطالب الولايات المتحدة بممارسة ضغوط أكبر على مصر، التي ترفض أي وجود إسرائيلي على محور فيلادلفيا.
ويعد محور فيلادلفيا الواقع على الحدود بين مصر وغزة، حجر عثرة في أي اتفاق مقترح لوقف القتال في القطاع الذي دمرته الحرب.
و«محور فيلادلفيا» هو شريط حدودي أنشأته إسرائيل خلال سيطرته على قطاع غزة بين عامي 1967 و2005، يبلغ عرضه في بعض الأجزاء 100 متر، ويمتد لمسافة 14 كيلومتراً على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة. ويعدّ منطقة عازلة بموجب «اتفاقية كامب ديفيد» الموّقعة بين القاهرة وتل أبيب عام 1979.
وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن المسؤولين في إسرائيل قرروا "تغيير توجههم وزيادة الضغط على الولايات المتحدة فيما يتعلق بمصر"
وقال مسؤول إسرائيلي إنه "حان الوقت للاعتراف بالمسؤولية المصرية".
اتهامات نتنياهو
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أطلق اتهامات بأن حركة حماس تحصل على السلاح من مصر عبر محور فيلادلفيا، في محاولة لتبرير تواجد القوات الإسرائيلية في المحور.
وقال نتنياهو: "لقد حرصنا على أن لا يدخل دبوس إلى غزة من جانبنا، لكنهم سلحوا أنفسهم عبر محور فيلادلفيا ومصر".
وردا على ذلك، أعربت وزارة الخارجية المصرية في بيان عن رفضها التام لتصريحات نتنياهو.
وقالت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يحاول الزج باسم مصر لتشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي، وعرقلة التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، وتعقيد جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة".