جهود مكثفة تبذلها مصر وألمانيا، من أجل نزع فتيل الأزمات في الشرق الأوسط، مع اقتراب الحرب في غزة من عامها الأول.
واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، نظيره الألماني فالتر شتاينماير، الذي يقوم بزيارة رسمية للقاهرة، برفقة وفد موسع من رؤساء كبرى الشركات الألمانية، وتم التباحث خلال اللقاء حول مختلف الموضوعات الإقليمية، والدولية ذات الاهتمام المُشترك، وعلى رأسها تطورات الحرب على قطاع غزة.
وتشكل هذه الزيارة حدثًا هامًا في مسار العلاقات بين البلدين، حيث تُعد هذه الأولى لرئيس ألماني منذ 24 عامًا.
اتفاق وقف إطلاق النار
واتفق الرئيس المصري ونظيره الألماني على أهمية التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وإيجاد آلية لزيادة المساعدات الإنسانية، وكذلك إطلاق سراح الرهائن.
وأشار الرئيس السيسي في مؤتمر صحفي مشترك مع شتاينماير، إلى أن مصر تسعى بجدية لدور إيجابي مع الفلسطينيين، وتحديداً مع حماس بالتعاون مع قطر، والولايات المتحدة، لوقف إطلاق النار.
وقال "نعمل على تشجيع الأطراف كافة، من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة"، لافتا إلى أن أكثر من 40 ألف فلسطيني سقطوا جراء الحرب، معظمهم من النساء والأطفال، فضلا عن أكثر من 100 ألف مصاب.
وأوضح الرئيس المصري أن استخدام الجوع كسلاح ضد الفلسطينيين، يؤثر بشكل كبير جدا على "مصداقية، وفكرة القيم الخاصة بحقوق الإنسان التي يتم الحديث عنها لسنوات طويلة"، داعيا أوروبا لضرورة بذل الجهود خلال هذه المرحلة، لتشجيع الأطراف المعنية، أو الضغط عليها للوصول لاتفاق يحقق الاستقرار، ويخفف من معاناة الفلسطينيين في غزة.
ووصف الرئيس السيسي ما يحدث في قطاع غزة بأنه "انتهاك صارخ لحقوق الإنسان"، وحذر من اتساع رقعة الصراع في المنطقة، قائلا إن :"حالة الاضطراب الموجودة بالإقليم يجب أن تنتهي، كما يجب ألا تنزلق المنطقة، إلى اضطراب أكثر من ذلك حتى لا يتسع الصراع في الضفة الغربية، وجنوب لبنان واليمن وغيرها".
تطوير علاقات التعاون
ولفت السيسي إلى أنه ناقش مع شتاينماير ملف مياه النيل وتحديدا سد النهضة والتفاوض مع إثيوبيا فيما يخص الوصول لاتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد، مشيرًا إلى أن مصر ليس لديها أي وسيلة أخرى للمياه غير نهر النيل منذ آلاف السنين وهو يتحرك بلا عوائق.
وعلى صعيد العلاقات بين مصر وألمانيا، قال السيسي إن زيارة الرئيس الألماني إلى مصر تمثل إضافة كبيرة ومهمة لمسار العلاقات الثنائية، وانعكاسا لتاريخ ممتد من علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين الدولتين والشعبين الصديقين.وشدد على أهمية تطوير علاقات التعاون بين البلدين، وتشكيل آلية للتعاون الاستراتيجي بين الجانبين تحت إشراف وزيري الخارجية.
مكافحة قوارب الموت
وبدوره، أعرب الرئيس الألماني عن اعتزاز بلاده بمصر قيادة وشعبًا، مشددًا على حرص بلاده على مواصلة تعزيز علاقاتها مع مصر في مختلف المجالات، بما فيها العمل التنموي والاستثماري، وفي قطاعات الطاقة والهجرة ومكافحة الإرهاب، فضلًا عن الدفع بالتعاون العلمي والثقافي الممتد بين البلدين
في الأثناء، سلطت وسائل إعلام مصرية الضوء على الزيارة، مؤكدة أن العلاقات بين البلدين، شهدت خلال السنوات الأخيرة العديد من الاتصالات والمباحثات رفيعة المستوى، حيث تمت مناقشة أطر التعاون في المجالات كافة، بالإضافة إلى ضرورة تعزيز التعاون في مكافحة الهجرة غير الشرعية، ومواجهة التحديات الإقليمية.
وتعتبر ألمانيا من أكبر الشركاء التجاريين لمصر في أوروبا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 6.05 مليار دولار في عام 2021، كما تساهم الشركات الألمانية في دعم الاقتصاد المصري من خلال الاستثمارات المباشرة، ويعمل في مصر نحو 1180 شركة ألمانية، توظف آلاف المصريين